نحن على مقربة من بداية سنة هجرية جديدة وفق التقويم العربي الذي كان معروفاً لدى العرب بأيامه واشهره واعتمده الاسلام واتخذه المسلمون تقويما اسلامياً معتمدا على حدث الهجرة المبارك .
وهذا التقويم هو تقويم قمري كان معروفا لدى العرب واستخدموه قبل الإسلام بقرون، لكن أسماء أشهره وترتيبها تعددت حسب ما رأته كل قبيلة.
وقد تسبب ذلك التباين بمشاكل في توقيت الحج إلى الكعبة، وهي ممارسة كان العرب يحرصون على القيام بها بشكل دوري، فتداعى زعماؤهم الى مكة عام 412 لاجتماع لتوحيد أسماء الأشهر العربية وترتيبها، ضم سادة قبائل العرب، وعقد الاجتماع في حياة كلاب بن مرة خامس جد للرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
ولاعتماد التقويم على حركة القمر اعتمده الاسلام وأصبح فيما بعد يعرف بالتقويم الهجري الإسلامي ، ولذلك يصنف على أنه تقويم قمري قال المولى عزوجل ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 5]، ولأجل ذلك صارت هذه الشهور القمرية، وهذه السنة الهلالية صارت الأهلة هي المواقيت وهذه السنة القمرية هي التي نؤرخ بها هذا من خصائص هذه الأمة قال الله تعالى : ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ [البقرة: 189].
وجعلت مواقيت ليس في العبادة فقط وإنما حتى في أمور الدنيا المتعلقة بالدين :كعدة النساء [ في الوفاة والطلاق والإيلاء ] ومدة الحمل، وبه تُعرَفُ آجالُ الدِّيونِ ،ووقت سداد أُجرة الأجير ونحو ذلك.
والى شطر من عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يكن تعرف السنة في التقويم الى أن أرسل عامل الخلفية الصحابي الجليل أبى موسى الأشعري رضي الله عنه في كما ذكره السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه:الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ، والامام البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد رضي الله عنه وكثير من كتب السنة أنه ورد خطاب من عاصمة الخلافة في المدينة المنورة إلى أبي موسى الأشعري مؤرخًّا في شعبان، فأرسل إلى الخليفة عمر بن للخطاب رضي الله يقول: يا أمير المؤمنين، تأتينا الكتب، وقد أرِّخ بها في شعبان، ولا ندري أي شعبان هذا، هل هو في السنة الماضية؟ أم في السنة الحالية؟، فجمع عمر الناس يستشيرهم فقال بعضهم أرخ بالمبعث [مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ]وبعضهم قال بالمولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وبعضهم قال بالهجرة ، وآخر قال: نأخذ بتاريخ وفاته،
وردوا على بعضهم من أن المولد والبعثة لا يخلو واحد منهما من النزاع في تعيين سنته ، والوفاة تذكرهم بالمصيبة الكبيرة التي حلت عليهم بفقدانهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال الخليفة عمر رضي الله عنه :بل الهجرة فقد فرقت بين الحق والباطل ، ثم اختلفوا في ابتداء السنة فقال بعضهم ابتدئوا السنة برمضان وقال عمر بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم فتفقوا عليه .
فاستشار عمر بن الخطاب رضى الله عنه سيدنا عثمان بن عفان والإمام على بن بى طالب رضى الله عنهما فى هذا الاقراح فأقروه، فأصبح هذا الحدث المهم بداية التاريخ للأمة الإسلامية جمعاء وكان هذا فى سنة 17 من الهجرة التي وافقت سنة 622ميلادية .
المقالات المشابهة
آلدار خليل والنقشبندية والبارزانية والديمقراطي الكردستاني
لماذا استهداف شيخ الشهداء بالذات – الدكتور مرشد معشوق الخزنوي
عليكو معاتبا وهو عتاب محق – الدكتور مرشد معشوق الخزنوي