محمد سعيد آلوجي
وضرورة إجراء تحقيق دولي في هذه القضية…
أجرى التلفزيون الرسمي السوري يوم الخميس 02.06.05 لقاءً مع ثلاثة ممن ادعت بتورطهم في عملية خطف وقتل الشيخ الدكتور محمد معشوق الخزنوي. كان المذيع يقعد بكل هدوء ولا تبدو عليه أية علامات تشنج أو تأثر أو انفعال مع من وصفهم بأنهم من نفذي عملية خطف وقتل الشيخ الخزنوي، وأمامه طاولة صغيرة عليها كأسين من الشاي وكأسي ماء، وكأنهم في جلسة ودية.
يبدأ المذيع فيطلب من المدعي محمد بأن يتكلم عن دوره في جريمة خطف وقتل الشيخ معشوق.
وبدون تردد يبدأ محمد بالتكلم عن دوره الذي قال عنه بأنه تلقى تعليمات من المدعو ( عبد الرزاق ) بمراقبة الشيخ الخزنوي، الذي لم يوضح سبباً لتلك المراقبة ولم يعلل أسباب تكليفه بتلك المهمة سوى “بأن الشيخ كان قد خالف طريقته الخزنوية، ويكتب كثيراً في الإنترنيت”، وذكر بأنه كان لا يعلم بأن نهاية هذه المراقبة ستؤدي إلى خطفه ومن ثم قتله. إلا أنه أردف ليقول بأنه أصبح على علم فيما بعد بأن من كلفوه بمهمة مراقبة الشيخ سوف يختطفونه. وقال بأنه بقي ملتزماً مهم في عملية استدراج الشيخ وخطفه وقتله ودفنه خطوة بخطوة.
لم يسأله المذيع عن “عبد الرزاق” هذا الذي كان قد ادعى محمد بأنه كلف من قبله بمراقبة الشيخ، وما هي معرفته الحقيقية به، وما هي سلطة عبد الرزاق عليه حتى يلتزم بأوامره إلى النهاية، ولم يسأله عن مصلحتهم المشتركة في تلك العملية؟؟؟… أسئلة كثيرة لم تطرح عليه إطلاقاً.
كان يسرد تنفيذهم لتلك الجريمة بدون مبالاة وكأنه يروي حكاية عابرة أم قصة عادية. غير مبال بوجوده في قبضة الأمن السورية. الذي أرعب كل اللبنانيين والسوريين على مدى عقود طويلة من الزمن؟؟؟.
قال محمد بأنهم أخذوا الشيخ في الظهيرة لتناول الغداء في مطعم الشلالات بدمشق. دون أن يتكلم عما فعلوا به طول ذلك النهار والليل بكامله، وأردف ليقول بأن عبد الرزاق كان قد قدم له بعد تناول الفطور كوباً من عصير وضع له فيه حبوباً مخدرة والتي لم تؤثر فيه مما ذهب ليأتي بحقن مخدرة ليحقنه بها على دفعتين. ثم لفوه بفروة وغطوا رأسه بلفحة ( محرمة حمراء ) لينقلوه بعدها مخدراً إلى حلب.
لم يُسأل محمد عن سبب خطف الشيخ إلى حلب ليُقتل هناك خنقاً ويكفن ثم ينقل بعدها ميتاً إلى دير الزور ليدفن هناك….. فإنه والله أن ذلك لأمر غريب حقاً أليس كذلك.
فلا بد أن يكون وراء هذه القصة دوافع غامضة لم يبح محمد بها ولم يرغب المذيع التعمق لسبر أغوارها
أما المتهم الآخر فكان مكشراً ومتجهماً ويبدو عليه القلق، ويتظاهر بالشرود. لكنه عندما سُئل عن دوره تكلم وكأنه المستنطق ” بكسر الطاء ” وليس كأنه المستنطق ” بفتح الطاء “. ولم يسأله المذيع سوى أسئلة قليلة وكأن لم يرغب منه إلا ليحصر دوره في الجريمة فقط باستئجاره غرفة لعبد الرزاق ومن معه ليسكنوها ويراقبوا الشيخ ثم يؤدبونه فيما بعد في إحدى المزارع كما قال هذا الأخير الذي استأجر لهم غرفة يوم 7.05.05 لينتهوا منها بشهادته في يوم الحادي عشر من الشهر الخامس.
ولم تُطرح عليه أية أسئلة من تلك التي كان من المفروض أن تطرح لمعرفة من يقف وراء هذه العملية برمتها وما هي دوافعهم في تلك العملية، وماذا تقاضاه هو وغيره مقابل تنفيذهم لتلك الأدوار …؟؟؟!! أسئلة كثيرة كان لا بد أن يُسأل هذا الأخير عنها.( وكأنه كان ضيف شرف لا أكثر ولا أقل ).
أما الشيخ العجوز الملتحي فقد كان قلقاً وخائفاَ وسرعان ما قال بأنه والله بريءٌ من كل شيء وأسرع المذيع بدوره لينهي الحديث معه
لربما كان قد أُُستدرج هذا الشيخ من مكان عمله كحارس في مزرعة بالزبداني ليلتقي بشيخه. وكان القصد من استدراجه إلى مكان وجود الشيخ هو لغاية في نفوس منفذي العملية أو ليؤدوا به دور لم يكشف النقاب عنه، ولم يدخل المذيع معه في أسئلة بعد أن أنكر التهمة بصوت مرتبك؟؟.
أما محامي الدفاع فحدث عنه ولا حرج وكأنه جُلب ليثبت الجريمة على المتهمين الذين قال عنهم بأنهم أدلوا بإفادتهم بملئ إرادتهم ودون أي ضغط أم إكراه وأكد على أقوالهم كما صرحوا به.
وبعد أخبار المساء أحضر إلى تلك الحلقة المحقق الذي كان قد كلف بالتحقيق في هذه الجريمة، ولدى تحدثه عن دوره وما أسند إليه في الجريمة. قال بأنه تسلم المهمة يوم 30.05.05 أي بعد عشرين يوماً من اختفاء الشيخ تماماً..!!.
أليس هذا الأمر غريب للغاية. ليؤجل التحقيق في قضية اختطاف شخص مدة عشرين يوماً. لا سيما وأن هذا الشخص يتمتع بمكانة اجتماعية كبيرة، وله نفوذ واسع في الأوساط الشعبية والمثقفة والمعارضة، وكتب عنه الكثير من الصحف والمواقع الإلكترونية، وصدرت بشأنه بيانات استنكار من أحزاب وجمعيات حقوق الإنسان. وتحدثت عنه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وسيرت بشأنه مسيرات للكشف عن مكان وجوده وتحديد منفذي عملية اختطافه..!!!…. هذه هي سوريا وسلطتها الحاكمة….
ودخل المحقق مباشرة في تفاصيل غير ذي فائدة مركزاً على وصف الطريق المؤدي إلى المقبرة التي كان قد دفن الشيخ فيها بدير الزور، والتي كانت تقابل كراج البولمان، وكيف انحرفوا عن الطريق الذي كان قد أشار إليه محمد ليدلهم على المكان الذي دفن الشيخ فيه. ثم رجعوا إليه وأداروا نحو اليمين ليقفوا بجانب القبر الذي قال عنه بأن شكله كان قد تغير كما كان قد وصفه له منفذ الجريمة، ولم يتغافل عن ذكر كيفية نبش القبر بالكريكات فقط. دون اللجوء إلى المعاول لأن تربة القبر كانت رخوة بدلالة أن القبر كان جديداً. كذلك قال بأنه سرعان ما تجمع الذباب حولهم….إلخ.
ثم ذكر بعض الأدلة الجنائية التابعة للطب الشرعي. ليؤكد على أن من أخرجوه من القبر هو الشيخ نفسه، والذي كان يتضح على إحدى يديه ندبة، وتأكدوا من وجود عملية فتق سابقة كانت قد أجريت له كما كان قد أدلى به أولاده، وهذا ما أكد عليه الأطباء، وأضاف بأنهم اتصلوا هاتفياً بطبيب الأسنان الذي كان الشيخ يعالج عنده ليؤكد لهم بوجود سنين من الذهب ضمن أسنانه، وكما كانوا قد عثروا عليهما في فمه….
هذه هي الأدلة الشرعية التي تكلم عنها المحقق فقط والتي لا تدخل ضمن اختصاصه. وكأنه كان يحكي قصة لأولاد صغار قبل نومهم. أنها فعلاً لمهزلة حقيقية أن ينحصر دور محقق في جريمة خطف وقتل ودفن بهذا الشكل.!!!.. إنها لسوريا وسلطتها الحاكمة..؟؟ أليس كذلك..!!!!
إلا أنه لم يذكر قطعاً عن ضبطه لأدوات الجريمة، وعن كيفية اعتقال المجرمين وكيف تجتمع كل أولئك لخطف وقتل الشيخ ولحساب من نفذت تلك الجريمة، ولم يتطرق إطلاقاً إلى أنه زار تلك الأمكنة التي احتجز الشيخ فيها لا في دمشق ولا في حلب ولم يذكر بأن أخذ بصمات من تلك الأمكنة ليطابق بها بصمات المجرمين ولم يذكر بأنه جمع مواد عينية والتي نفذت بها الجريمة، ولا تلك التي ساعدته على كشفها، كذلك لم يذكر ماهية السيارات التي نقل بواسطته الشيخ، ولم يذكر الطريق الذي سلكها المجرمون لنقله من دمشق إلى دير الزور….. كذلك لم يذكر بأنه أشرف على إعادة تمثيل أدوار الجريمة من قبل منفذيها.. وووو.
فسوريا تدعي بأنها دولة قانون متحضرة فهل هذا صحيح يا ترى…. أنها لسوريا وسلطتها الحاكمة…
وهذا ما يجعلنا أن نعيد التفكير بملابسات هذه الجريمة علنا نستنتج الاستدلال إلى ما يمكننا لفك رموز وطلاسم هذه القضية التي تبدو غريبة ولكنها لم تُحبك خيوطها بإحكام.
فالدافع الوحيد لهذه العملية الإجرامية هو التخلص من الشيخ الخزنوي. ولكن:
1. من هم الذين كانوا يرغبون للتخلص من الشيخ، ومن كانت له مصلحة حقيقية في ذلك.
2. أين كانوا يريدون التخلص منه، وبأية وسيلة.!!.
ولكي نستطيع الإجابة على هذين السؤالين المختصرين لا بد أن نرجع إلى تلك القصة كما عرضها علينا التلفزيون السوري ليلعب بعقولنا وعقول المشاهدين. والتي كانت لا تُوحي بأنها هي كامل الحقيقة لتلك الجريمة…
فعملية القرصنة بدأت في منتصف نهار يوم الثلاثاء بتاريخ 10.05.2005 من قبل مجموعة من الناس. قاموا باستدراج الشيخ من مكتبه بطريقة ما، واقتيد إلى مكان مجهول في دمشق. “لا يمكننا قطعاً أن ننفي يد سلطة الأمن السورية عنها” ( إن لم نقل بأن الأمن السوري هو منفذ للعملية برمتها وسيبقى الأمن متهماً بكامل الجريمة إلى حين إثبات عكس ذلك من قبل محققين دوليين وليس من قبل من يعمل باشراف الأمن السوري ). وهذا ما يؤكد لنا الكيفية التي ذكر في إفادة محمد وكيفية طرح الأسئلة عليه حيث قال بأنهم أخذوه إلى مطعم ثم إلى تلك الغرفة ليقوموا بتخديره ونقله إلى حلب وخنقه هناك وتكفينه ثم أخذوه ليدفنوه في ديرالزور، وهذا ما لم ينفيه الضابط المكلف بالتحقيق في هذه الجريمة بل أشاد بصدق أقواله عندما دخل في تفاصيل عملية الذهاب به إلى المقبرة ووصف الطريق كما كان قد حدده له محمد المجرم، وأن معلم القبر كان قد تغيير وكيف أكيد له محمد على أن الجثة تعود للشيخ لدى إخراجه من القبر…. فكيف يتم تنفيذ تلك العملية دون أن يكشفها قوات الأمن السورية علماً بأن أهله والكثير من وسائل الإعلام أعلنت عن اختفائه بعد ساعات من نقله من أمام مكتبه وترك سيارته هنالك وفيها حاسبه. وكلنا يعلم بأن الأمن السوري منتشر في كل مكان في العاصمة السورية وعلى الطرق وفي مداخل ومخارج المدن الكبيرة, وبناءً على كل ذلك فإننا لا يمكننا أن ننفي دور الأمن السوري في كل العملية من البداية حتى النهاية وحتى في فبركة سرد القصة. إلا أننا نعتقد بأن الجريمة لم تنفذ بتلك الصورة التي تحدثوا عنها وإنما بطريقة أخرى ومغايرة تماما لما أرادوا أن يقنعوا بها مشاهدي التلفزيون السوري الرسمي….
إذاً فقد نقل الشيخ الخزنوي بطريقة ما وإلى مكان مجهول ما في دمشق لينقل إلى وجهة كانت قد خطط لها مسبقاً وأظن بأن تلك الوجهة هي بالفعل دير الزور؟.. والذي يدعوني لأن أقول بأن تلك الوجهة هي دير الزور فعلاً هو ما يدلنا عليه دفنه فيها بالذات. حيث أن الذين نفذوا جريمتهم لم يكونوا فاقدين لوعيهم بل بكامله قواهم العقلية قبل وأثناء وبعد تنفيذهم لجرمتهم ولم يذكر أحد لا المحامي العام ولا قاضي التحقيق بأن من نفذوا العملية كانوا مختلي العقل بل استشهد قاض التحقيق بأقوال محمد والاستدلال بها على معرفة مكان دفن الشيخ وعبر الطريق الذي قاده إلى مكان دفنه وكما كان قد وصفه له بدقة “محمد” وهو أحد منفذ الجريمة، وتعرف على شكله بعد إخراجه من القبر ولم يذكر محمد بأنه لم يكن غائباً عن وعيه منذ أن دخل هذه العملية حتى تحدثه عنها في التلفزيون السوري، وأن الأمن أعترف بأنه تم استخراج جثته من مقبرة في دير الزور بالمقابل من كراج البولمان.
إلا أنني أعتقد بأن خاطفي الشيخ كانوا يريدون أن ينقلوه حياً إلى دير الزور وليس ميتاً، وإن لم أكن مخطأً فإن خاطفوه قد سلكوا به طريق الشام حمص تدمر وإلى دير الزور وهو على قيد الحياة سواءً أكان مخدراً طول الطريق أو في معظمه، وإن سلكوا غير ذلك الطريق فإنهم لم يقتلوه في حلب ولم يكفنوه فيها لينقل إلى دير الزور لدفنه هناك، ولنفترض بأنهم أخذوه إلى حلب ومات فيها فكان الأولى بهم أن يتخلصوا من جثته هناك ويهربوا بأنفسهم.
ومن خلال ربط خيوط هذه القصة ببعضها البعض للاستدلال على حقيقتها وبشكل أقرب إلى الواقع.
لا بد لنا أن نجيب على أسئلة ترجعنا إلى بداية الجريمة بعد أن تعمقنا في البحث فيها ليتكون بعدها لدينا قصة أقرب إلى الواقع من تلك التي عرضها التلفزيون على مشاهديها.
1. فما هي أسباب خطف الشيخ معشوق الخزنوي؟؟..
2. لماذا كان يراد نقله إلى دير الزور أو أبو كمال؟؟..
3. وماذا كان سيحصل للشيخ إن لم يمت بين أيديهم في دير الزور؟؟..
أ. أما للإجابة على السوائل الأول فيمكننا أن نقول وبكل بساطة بأن السلطة السورية كانت تشعر بقلق كبير من جراء تحركاته سواء على الصعيد الخارجي بسفره إلى أوربا ” بلجيكا. ألمانيأ. النرويج. السويد ، ولقائه بحكومات وشخصيات معارضة للنظام السوري … أم على الصعيد الداخلي الإسلامية منها أم العربية والكردية، وتضخم نفوذه بشكل مطرد يوماً بعد آخر لا سيما في الوسط الشعبي الكردي، وهنا لا نرغب الدخول في تفاصيل هذه الظاهرة لأن الكثيرين قد اسهموا في إبراز هذا الجانب.
ب. أما لماذا كان يراد نقله إلى دير الزور وأبو كمال؟؟.، فيمكننا أن نقول وبكل بساطة ليتم نقله بواسطة جماعة إرهابية إلى العراق للتخلص منه هناك، وليس على الأراضي السورية حتى لا تُثار عليهم زوبعة هم بغنى عن تحمل نتائجها من قبل مؤيديه ومناصره ومن له صلة به، ومن قبل المتأثرين بنهجه وفي هذه المرحلة التي تخاف سوريا من أن يستغل مثل تلك القضية ضدها من قبل المجتمع الدولي المطالبين أصلاُ بضرورة أن تقوم سوريا بإجراء تغيرات جذرية نظام حكمها وعلى سلطتها في سوريا، ولذلك اختاروا أن يذهبوا به إلى العراق للتخلص منه وسط زحمة حالات القتل والإرهاب المنظم الأتي إليها من دول الجوار. فإن استطاعوا نقله إلى العراق فلا بد أن يتخلصوا منه هناك بواسطة أعوان لهم. سواءً بسيارة مفخخة أم حزام ناسف أم قتله، وإن لم يتمكنوا من عبوره فبوشاية عليه أو بإلصاق تهمة إرهابية به بعد أن يكوم عليه أدلة كثيرة .؟؟.
بقي هنا أن نقول لماذا تم قتله في دير الزور طالما كانت السلطات السورية لا تنوي التخلص منه على أراضيها.
فهنالك احتمالات عديدة نذكر منها.
1. إما أن يكون قد مات نتيجة إعطائه جرعات كبيرة من المخدر كما كان يبوح بذلك المتهم محمد.
2. أو أن يكون قد مات نتيجة للتعذيب الشديد الذي مورس بحقه وهذا مالا يمكننا نفيه فإن قاتلوه قد أبقوه مدفوناً لمدة طويلة وهذا ما أكده قاضي التحقيق بأن الذباب تكوم عليهم لمجرد أن رفع التراب عنه بمعنى أن جسمه كان قد تحلل بشكل لم يستطع حتى ولديه من أن يؤكدان سوى 80% بان المستخرج هو والدهم وهذا يعني أمرين أولها إخفاء الجريمة، وثانيها إخفاء أثار التعذيب التي قد كانت تبدو عليه.
3. لربما قام مختطفوه بعملية خنقه كما قال المتهم محمد في تلك الفترة التي كانوا يريدون نقله إلى العراق بدون مخدر وهو بكامل وعيه لسلوك طريق صحراوي مشياً على الأقدم لأن الحدود السورية العراقية كان قد شددت الرقابة عليه لا سيما وأن الأمريكيين كانوا في عملية مكثفة ضد الإرهابيين في ذلك الوقت، وهذا ما كان يطلب منهم نقله مشياً على الأقدام، وعندها أحس الشيخ بالعملية حاول الهروب منهم ولربما حصل صياح فأرادوا إسكاته بمخدة بعد أن قبضوا عليه فمات مخنوقاً، وهذا ما قاله المحقق بأن الأطباء الشرعيين قد وضعوا احتمال موته خنقاً وهو الأرجح.
وبذلك فيمكننا أن نوجه اتهاماً مباشر إلى السلطات السورية على أنها المستفيدة الوحيدة من قتله وأنها كانت راء عملية خطفه وإخفاءه وقتله ومحاولة طمس أثار جريمته، ولولا تصاعد حدة المطالبة بالكشف عن مصيره والإفراج عنه، ومن كل الجهات الحزبية والمدنية والتي باتت توجه أصابع الاتهام بدورها وبقوة إلى السلطات السورية لما كشفت جثته وسردوا قصة خطفه وقتله بصورة تشمئز منها النفوس لتنفي تورطها في مجمل تلك القضية الإجرامية في مسرحية هزيلة.
وبناءً على كل ما أوردناه عن الشهيد محمد معشوق الخزنوي فإن مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان وكل رجالات السياسة والقانون مدعون للمطالبة بأن يجري تحقيق دولي في مقتل الشيخ معشوق الخزنوي لكشف منفذي تلك الجريمة الشنعاء
المقالات المشابهة
الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي.. نصير الحق وصوت الحرية
تسعة عشر عاماً على اختطاف واغتيال شيخ الشهداء معشوق الخزنوي
في ذكرى انتفاضة اذار 2004 لابد من استذكار الشيخ الشهيد، الخزنوي المعشوق!