حق للإنسان أن يفتخر بأشراف وعلماء عائلته وعشيرته ، وقد فعلها المصطفى عليه الصلاة والسلام في معركة حنين كما يرويه
البخاري عن البراء أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حنين { أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب } مفتخرا بجده عبدالمطلب الذي كان سيد قومه وكانت بيده سقاية الحجيج .
ونلحظ في موقف آخر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتخر ويتباهى بخاله سعد بن أبي وقاص لما له من الإقدام والشجاعة والإخلاص والتفاني كما يرويه الإمام الترمذي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال اقبل سعد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في جمع من صحابته فقال : ” هذا خالي فليرني امرؤ خاله ” وفي روية أخرى ” : ” فليكرمن ” بدل ” فليرني ” .
ومن هنا سواء كان من باب الافتخار أو من باب الإكرام كما في الرواية الثانية يحق لي أن افتخر بعمي وخالي المربي الشيخ عبدالقادر الخزنوي وأكرمه تذكيراً بمأثر الرجل وجرأته في الحق وعشقه للعلم والمعرفة .
الشيخ عبدالقادر الخزنوي ويلقب بأبي مصلح إبنه البكر طبيب القلب الودود الخلوق عديل أبي .
أبا مصلح وهو من مواليد 1948 هو نجل الشيخ محمد معصوم الابن البكر للجد المؤسس الشيخ احمد الخزنوي وخليفته من بعده
أبا مصلح عمي من جهة والدي ، وعمي وخالي من جهة والدتي ، وشقيق جدي الشيخ سيف الدين وتلميذه الذي أشربه منذ الطفولة حب الكردايتية وعشق البارزاني ، فحق لي الافتخار به وإكرامه وهو على سرير مرض قاس اضجعته العناية المشددة أسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يشفيه وأن يمن علينا برجوعه بصحة وعافية .
ابا مصلح لمن لا يعرفه أقول هو رائد الثورة على الجهل والتخلف ، وهو المتمرد الايجابي الأول في العائلة الخزنوية ، يوم كانت العائلة تعيش حالة من الظلام والدكتاتورية التي تجبر حميع الذكور على الالتحاق بالحجرة لدراسة الفقه وترك التعليم النظامي كان الشيخ عبدالقادر من أوائل من عبروا عن عشقهم للتعليم فدرس المراحل الإعدادية والثانوية ومن بعدها الجامعة سراً في بعض الوقت ، وتحت سياط الدكتاتورية المانعة حين آخر إلى أن تخرج من جامعة دمشق قسم التاريخ ليمارس التعليم والتربية في مدارس قامشلو يتخللها فترات التوقيف التعسفي أو النقل التعسفي إلى بعض المناطق النائية نتيجة أفكاره الكردايتية ونشاطه الكردايتي .
كما لا ينسى ونحن نذكر أبا مصلح عاشق العلم والمعرفة أن نذكر أنه أيضا فيما بعد كان من أول من كسر حاجز الجهل النسائي وهدم جدار العزلة والخوف بأن دفع ببناته الفضليات إلى العلم والمعرفة والتعليم في يوم كانت فيه حقوق المرأة التعليمية تداس في العائلة ، وقد لقي أبا مصلح ما لقيه من الإرهاب النفسي والاجتماعي من أرباب ودعاة الجهل ما لقي من عذابات لكنه كان صامداً قوياً كالجبل لم تلن له عزيمة .
افتخر بابي مصلح وأكرمه فهو احد أهم الأعمدة التي استندنا إليها بعد الله في محنتنا ، يوم قام الوالد شيخ الشهداء معشوق الخزنوي بدعوته الإصلاحية والكردايتية كان أبا مصلح أحد أهم الصدور الحانية التي ساندت الوالد في مسيرته ومحنته في حين قاطعه كثير من العائلة بل كالوا للوالد السباب والشتائم في مسيرته الاصلاحية والكردايتية ، كان أبا مصلح بجرأته وعلمه ومعرفته مختلفاً داعماً ومعلماً ومستشاراً .
وبعد استشهاد الوالد وإلى لحظة كتابة هذه الكلمات كان أبا مصلح منبع الوفاء بدعمه لنا محبا ووالداً ومربياً ومعلماً ومرشداً عماً خالاً أخاً صديقاً اسأل المولى أن يمن علينا بشفائه .
أبا مصلح الذي يشهد التاريخ لصولاته وجولاته في الحق والكوردايتية في مدرسة الطلائع وتشرين وصوت الطلبة الكرد في ثانويات قامشلو
أبا مصلح من أوائل من شاركوا في المسيرات والمظاهرات سواء في انتفاضة قامشلو او في استشهاد شيخ الشهداء او لاحقا تلك المسيرات التي أعلنت بها شرارة الثورة السورية التي ماتت في مهدها .
أبا مصلح من اوائل المعتقلين في بدايات الثورة السورية .
أبا مصلح الذي كان يهرب الكثيرون من مجلسه لصراحته وقوله الحق كما يقول صديقي الشاعر ابراهيم اليوسف .
أبعد هذا آلا يحق لي الافتخار بعمي الشيخ عبدالقادر الخزنوي
ابعد كل حبه ومساندته لنا إلا يحق لي أن أكرمه
هذا عمي فليرني أحدكم عمه
المقالات المشابهة
آلدار خليل والنقشبندية والبارزانية والديمقراطي الكردستاني
لماذا استهداف شيخ الشهداء بالذات – الدكتور مرشد معشوق الخزنوي
عليكو معاتبا وهو عتاب محق – الدكتور مرشد معشوق الخزنوي