الشيخ الخزنوي: قوات سوريا الديمقراطية تدافع عن الأرض والعرض وفق الدين الإسلامي
يقول الشيخ الخزنوي عن الاحتلال التركي: “نراهم يطلقون على الغزو والاعتداء جهاداً والغوغاء يطبلون, في حين أنّ الترك وجيوشهم هم من تجاوزوا الحدود ودخلوا أرض دولة أخرى. وما الكرد في عفرين إلّا مقاومين لهذا الظلم والطغيان، ومدافعين عن أنفسهم وأرضهم وأعراضهم”.
- ANF
- عماد تالاتي-مركز الاخبار
في حوارٍ خاص لوكالة فرات للأنباء (ANF), شرح لنا رجل الدين والعالم الكردي, الشيخ مرشد معشوق الخزنوي كيف أن الحرب التركية على عفرين هي عدوانٌ حقيقي, يجب مقاومته باعتباره واجباً لحماية الأرض والعرض, واصفاً الكرد بالمدافعين عن حقوقهم المشروعة وفق الشريعة الإسلامية والسنّة النبوية الشريفة. كما انتقد علماء الدين الذين يدعمون أردوغان في حربه, معتبراً إياهم توابع لأهوائهم الدنيوية, مخالفين لما هو مسنودٌ إليهم من واجب هداية الشعب نحو الطريق القويم.
-ماذا تسمون الحرب الدائرة في عفرين؟
لا شكّ أنّها حرب قذرة وعدوان كبير على أرض روج آفا، لا يرضي الله ولا رسوله ولا ضمير كلّ إنسانٍ حر، ولا شكّ أنّ هذا العدوان التركي على عفرين من أقبح الظلم ولا شكّ أيضا أنّه مخالف للتعاليم الإسلامية والمواثيق الدولية، فهي حربّ يراد منها أن لا تقوم للكرد قائمة، ويراد منها مسح الهوية الكردية في المنطقة.
تاريخياً وجدنا العراق وسوريا وتركيا وإيران يختلفون في كافة القضايا ويتخاصمون، لكنّهم يتّحدون سريعاً في وجه أيّ حقّ مشروعٍ للشعب الكردي، هم لا يتحمّلون ان يعيش الكرد في أرضهم بسلام، ولذلك هاهم اليوم وعبر وكيلهم التركي يغزون أرض عفرين بوابة روج آفا ، لكنّنا وإيماناً بالله ونصرته للمظلوم وإيماناً بحقّنا المشروع وإيماناً بالكرد الأوفياء لأرضهم, سيهزم الجمع ويولون الدبر إن شاء الله.
وكان حرّي بأردوغان أن يحذر مغبة ذلك في الدنيا والآخرة, فالظلم عاقبته وخيمة والله عز وجل يقول في كتابه المبين: ( وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) ويقول سبحانه وتعالى: ( وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ) كما يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)) ويقول الله عزّ وجل فيما رواه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم ((يا عبادي إنّي حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)).
–الدولة التركية برئاسة رجب طيّب أردوغان طلبت من أئمة المساجد في تركيا الدعاء والابتهال لأجل “نصر” جنودها في الحرب على عفرين, التي وصفها رئيس البرلمان التركي ب”الجهاد”, هل يندرج هذا تحت مسمى “استغلال الدين”, وكيف تشرحون لنا ذلك؟
نعم بكلّ تأكيد, هذا استغلال واستخدام للدين في غير محله، ومؤسف أنّ استخدام الدين ضدّ الكرد ليست هذه بدايته, بل هي حلقة من حلقاته، فدائما يلجأ العراقي والتركي والسوري والإيراني لاستخدام واستغلال الدين ضدّ الكرد من أجل اتساع رقعة المؤيّدين لحربهم وظلمهم، ومن أجل كسب مشروعيةٍ لحربهم عند البسطاء والمغفلين من المسلمين. فقد استخدمها نظام البعث العفلقي الفاشي في زمن المجرم صدام حسين بحقّ كرد العراق مستتراً تحت عبادة الدين، ومستعيراً اسماً من اسماء سور القرآن لجعله عنوان واسماً لحربه ضدّ الكرد فيما يعرف بعملية الأنفال.
واليوم أردوغان يستفتح حربه على الشعب الكردي في روج آفا, والذي في غالبيته مسلم, بسورة الفتح، وتعقد لذلك المجالس في المساجد في محاولة لغسل الأدمغة ومشوّهة صورة الشعب الكردي مصوراً للمستغفلين أنّهم إنّما يحاربون من أجل الإسلام.
إنّنا في حرب اردوغان على الكرد, نشهد تلاعباً واضحاً بكلّ القيم, فهو يطلق “غص الزيتون” الذي دائماً ما كان رمزاً للسلام على الحرب والقتل والتدمير في ظلّ تصفيق الغوغاء.
نراهم يطلقون على الغزو والاعتداء جهاداً والغوغاء يطبلون, في حين أنّ الترك وجيوشهم هم من تجاوزوا الحدود ودخلوا أرض دولة أخرى، هم من بدؤوا بالعدوان. وما الكرد في عفرين إلّا مقاومين لهذا الظلم والطغيان، ومدافعين عن أنفسهم وأرضهم وأعراضهم.
وقد ورد في الحديث الصحيح أنّ رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي, قال فلا تعطه مالك, قال أرأيت إن قاتلني, قال قاتله, قال أرأيت إن قتلني, قال فأنت شهيد, قال أرأيت إن قتلته, قال هو في النار.
-أردوغان جيّش الإعلام التركي لصالح حربه ضدّ الكرد في عفرين, وفرض إطلاق تسمية “شهيد” على كلّ جنديٍ تركي يُقتل في هذه الحرب في وسائل الإعلام, هل من الممكن تسمية قتلى الجيش التركي “في عفرين” بالشهداء, وفقاً للدين الإسلامي؟
مؤسفٌ أنّ كلمة الشهيد أصبحت مبتذلة نظراً لمحاولات السيطرة عليها وإطلاقها على هوى الجبابرة والظالمين، وحتّى لا ندخل في جدال لا نهاية له سوف أحيل قتلى الجيش التركي في عفرين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو من ينهي الخلاف بيننا.
يروي الترمذي والنسائي وأبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون حرمه فهو شهيد)، وحاول أن تعمل عقلك من يدافع عن ماله ومن يريد أن يسلبها، من يريد أن يحمي نفسه، ومن تجاوز الحدود بدبابته يريد قتل الآخر، سيوصلك الحديث بلا أدنى شك إلى أن قتلى الجيش التركي في عفرين إلى جهنم وبئس المصير.
أيضا الحديث الذي يرويه مسلم عن أبي هريرة والذي سبق الاشارة اليه “أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي قال فلا تعطه مالك قال أرأيت إن قاتلني قال قاتله قال أرأيت إن قتلني قال فأنت شهيد قال أرأيت إن قتلته قال هو في النار”، هذا الحديث أيضا يوضح بكل جلاء ومن دون لبس أنّ قتلى الجيش التركي ليسوا شهداء وأنّ مصيرهم الى النار وإلى جهنم وبئس المصير.
-هناك المئات من الكرد في تركيا يؤيّديون سياسات أردوغان, حتّى تلك التي تعادي الكرد, تحت مظلّة الدين الإسلامي, ماذا تقولون لهم؟
هؤلاء مغررٌ بهم من قبل رجالات أردوغان وحزبه ومن قبله تلك الطرق التي تحشد لأردوغان. ومعلومٌ أنّ مجتمعنا الكردي بشكل عام وليس كرد تركيا فقط مجتمع صوفي وتربى وتعلم مبدأ الاستسلام للشيخ والمعلم والقادة فهم تربوا على قاعدة “كن بين يدي الشيخ كالميت بين يدي الغاسل”، لا يستعمل عقله فما يقوله الشيخ فهو الحق المطلق هو وكيل الله في الأرض.
وقد أُفهم من قبل قادة الطرق والزوايا أنّ أردوغان قائد إسلامي وخليفة وسلطان ولذلك تراهم يمجّدون أردوغان ويدعون له من دون النظر أو التحقيق في جرائمه.
بل أجزم حتى جرائم أردوغان ستجد في مخيلتهم ما يبررها لأنّهم تحت سيطرة مخدر “كن بين يدي الشيخ كالميت بين يدي الغاسل”.
-كيف تنظرون لردود فعل المؤسسات الدينية ورجال الدين في جنوب كردستان (إقليم كردستان) حيال الحرب على عفرين, وبرأيكم, كيف يجب أن يكون خطابهم الآن؟
تباينت الرؤى حسب موقع تلك المؤسسة, فقد وجدنا المؤسسات المستقلة تقف ضدّ هذه الحرب القذرة وتلتف حول شعبها في روج آفا، بينما وجدنا فلول الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي وبعض من المؤسسات الدينية المتنفذة في الإقليم للأسف تبيع دينها بعرض من الدنيا قليل وتطبّل وتزمّر لأردوغان وحربه ضد إخوانهم في عفرين.
-الكثير من شيوخ وعلماء المسلمين أبدوا دعمهم لحرب الدولة التركية على عفرين, وصرّحوا بذلك علانيةً, إلامَ تعزون سبب دعمهم هذا, وكيف تردّون عليهم؟
هذا الأمر بتصوري يعود إلى أحد الأسباب الثلاثة التالية:
السبب الأول, الانتماء الى حركة إسلامية سياسية، فهؤلاء المنتمون إلى حركات الإسلام السياسي والذي تعود جذورها في النهاية إلى حركة إخوان المسلمين التي أسسها “حسن البنا” في بداية القرن العشرين. هؤلاء والذين ينتمون إلى حركة خرجت من رحمها يؤيّدون أردوغان لأنّ أردوغان أحد مواليد هذه المجموعة وهم مبرمجون للطاعة العمياء للمرشد والتلوّن كلّما تطلبت الأمور ذلك.
السبب الثاني : هو البساطة عند البعض وعدم تفكيره في الأمور. فهو يرى أردوغان سلطان وخليفة للمسلمين ولا يرى رعايته للدعارة والقوادة وبيعه وشراءه للشعب الفلسطيني وظلمه للشعب الكردي، هذا شيخ لا يرى أبعد من متر أمام عينه.
السبب الثالث : وهذا الصنف كثير وكثير جدّاً, مشايخ بزنس، يبيعون الدين والقرآن لمن يدفع، من يدفع جنسية تركية، من يدفع إقامة وعيش رغيد, استضافة في الفنادق والمؤتمرات، وغالبية مؤسسات الدين التابعة للمعارضة من هذا النوع.
-بماذا تصفون مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (المكوّنة من كافة مكوّنات الشمال السوري) الذين يقاومون العدوان التركي على عفرين؟
سبقت الاشارة إلى حكم الجيش التركي الغازي في عفرين, وبالتالي ووفق حديث النبي صلى الله عليه وسلم من يدافع عن عفرين هو يدافع عن ارهله وارضه وعرضه وماله.
نسأل الله لهم التوفيق والسداد في رميتهم تجاه الغازي.
-لديكم مقولة شهيرة “إذا كان الدواعش إسلاميون حقيقيون, فأنا أوّل الكفار في الإسلام”, هل تنطبق هذه المقولة على الحالة التركية الآن, خاصة بعد قراءة سورة “الفتح” من قبل الجيش التركي إثر بدء الحرب على عفرين؟
نعم هذا ينطبق على كلّ متاجر بالدين ومشوّه له ومستغل له، لأنّ هذه العبارة يقصد منها, كما هو معلوم في اصول الفقه, بمفهوم المخالفة.
مفهوم المخالفة: هو الاستدلال بتخصيص الشيء بالذكر على نفي الحُكم عما عداه، ومعنى ذلك: أنّه إذا خصَّ شيء بالذكر ونطق به وصرح بحُكمه، فإنّا نستدل بذلك على أنّ المسكوت عنه يخالفه في الحُكم، والذي يعني أؤمن جازماً أنّ الدين بريءٌ من داعش وأفعاله، كما أن الدين بريء من أردوغان وأفعاله القذرة وعدوانه على الكرد، ولا يصحّ أن تربط أفعالهم وأعمالهم بالإسلام.
نص الحوار في موقع وكالة فرات الاخبارية اضغط هنـــــــــــــــــــــا
المقالات المشابهة
” إعدام المنبر” قصيدة للشاعر إدريس داوي
عظماء الكرد عبر التاريخ عنوان معرض للفن التشكيلي
فيديو – روداو – الجالية الكردستانية في فولفسبورگ وهانوفر تستذكر الذكرى السنوية التاسعة عشرة لأغتيال الشيخ محمد معشوق الخزنوي