Mashuq Foundation

for Dialogue Tolerance and Religious Renewal

ديمستورا يجري أول لقاء مع وفد من المعارضة السورية ضمن مشاورات جنيف برجلي دين

جنيف/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول.
أجرى المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان ديمستورا، لقاء اليوم الجمعة، مع أول وفد معارض سوري ضم رجلي دين مسلم ومسيحي، وذلك في مقر الأمم المتحدة بجنيف.
وأفاد بيان صدر عن المكتب الإعلامي للأمم المتحدة في جنيف، اليوم الجمعة، أنه “في إطار المشاورات الجارية في جنيف، التقى اليوم المبعوث الأممي، مع عدد من الجهات الفاعلة السورية، بما في ذلك ممثلين عن المجتمع المدني السوري والزعماء الدينيين”.
وأكد المبعوث الأممي في البيان الذي اطلع عليه مراسل الأناضول، أنه “يجب على أصوات المجتمع المدني والقادة الدينيين أن تُسمع وتُؤخذ في عين الاعتبار، خلال البحث عن طريق للسلام في سوريا، حيث يلعب ممثّلو هذه الفئات دوراً أساسيّاً في تعزيز السلام والمصالحة في سوريا الغد”، على حد تعبيره.
من جانب آخر، قال الشيخ “مرشد الخزنوي” – أحد الأشخاص الذين التقاهم ديمستورا اليوم – : إن “اللقاء كان جيدا حيث استمع المبعوث الأممي إليهما، بصفتهما مندوبان عن مبادرة تضم مختلف الأطياف دون أن يحددها، وقدما رؤية المبادرة، مؤكدا أنهم أول وفد مدني يلتقيه ديمستورا من المعارضة”.
وأوضح الخزنوي في تصريحات لمراسل الأناضول، أن “اللقاء استمر 3 ساعات، وضمه إلى جانب رجل دين مسيحي – دون أن يذكر اسمه – وقدما مبادرة تضمنت رؤية لهيئة انتقالية، تضم أشخاصا مقبولين من النظام ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، دون قبول بقاء رأس النظام في الحكم”.
وبين أن “ديمستورا استمع إليهما بشكل جيد، قبل أن يسألهم عن المبادرة والرؤية التي تقدموا بها مدونا ملاحظاته، في حين نفى أن يكونوا قد وقّعوا أي وثيقة، أو أن يكون المبعوث الأممي قد قدم لهم أي ورقة محددة، أو أي استبيان”.
وفي نفس الإطار، أوضح أن “المبعوث الأممي في حالة صعبة جدا، لدرجة أنه تحدث بصراحة بأن أمامه خياران في 30 حزيران/ يونيو – موعد تقديم تقريره للأمين العام – فإما أن يقدم تقريره فارغا كما قدمه أسلافه، وإما أن يقدم أفكار ومبادرات، ولكنه غير قادر على تقديم مبادرات ففي السابق قُدمت ورُفضت من قبل النظام والمعارضة”.
وأشار إلى أن المبعوث الأممي “يتشاور مع عدد من المجموعات السورية، من النظام والمعارضة من مختلف الأديان والأعراق، يحاول أن يحصل على أفكار تساهم في الحل، حيث قدموا رؤية شاملة للحل في سوريا، فيما وجه لهم بالمقابل عديدا من الأسئلة حولها، وكيفية تنفيذها وآلية حياديتها، وعدم استغلالها من النظام باعتبار أن الأخير يدعي القيام بتنفيذ كثير من النقاط”.
وشدد الخزنوي على أن “المبادرة التي قدموها ليست على حساب دماء الشهداء والجرحى والمعتقلين وملايين المهجرين في دول الجوار، والنازحين داخل البلاد، كاشفا أنهم أول مجموعة مدنية أو مجتمع مدني أو شخصيات سورية يلتقيها ديمستورا”.
وحول اتساع وفود المعارضة، أكد الخزنوي، أنها “نقطة إيجابية لأنها ليست جنيف 3، ولو كانت كذلك، فهذا يعني تقسيم المعارضة، وهو خطأ قاتل، فيما هذه مشاورات فقط وتقدم كل مجموعة فكرها الخاص، فهناك توافق واختلاف بين المعارضة والكل يقدم نظرته، والنظام والشخصيات المحسوبة عليه أيضا تقدم رأيها وهذا هو الصواب”.
من جانب آخر، فإن شخصيات معارضة أخرى بدأت بالتقاطر إلى جنيف؛ من أجل عقد اللقاءات التشاورية مع ديمستورا، في ظل تعتيم إعلامي حول برنامج اللقاءات، وذلك بحسب معلومات حصل عليها مراسل الأناضول من مصادر مطلعة، في حين تصل وفود أخرى من المعارضة تباعا خلال الأيام المقبلة.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قد قال الثلاثاء الماضي في مؤتمر صحفي إن مشاورات جنيف تضم 40 طرفا من كيانات المعارضة السورية السياسية والعسكرية، فضلا عن وفد النظام، و20 لاعبا دوليا من منظمات ودول الأمم المتحدة ودول الجوار.

ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم. – Cenevre

About Author