Mashuq Foundation

for Dialogue Tolerance and Religious Renewal

بمناسبة ذكرى اعتقال الشيخ معشوق الخزنوي من وراء اختطاف الشيخ معشوق الخزنوي؟

الشيخ معشوق الخزنوي

صالح بوزان  – كاتب
 
 
هذا هو السؤال الذي بادر إلى ذهني عندما سمعت خبر اختطافه. ولعله يتبادر إلى ذهن الكثيرين ممن يعرفونه. في علم السياسة عندما تحدث واقعة غامضة، يبدأ البحث في تفسيرها من خلال سؤال بسيط هو من المستفيد منها؟ وبالمقارنة من هم الذين تزعجهم خطابات الشيخ معشوق الخزنوي وأحاديثه؟
دون أن أبحث عن هوية هؤلاء وأسمائهم أستطيع أن أحدد الجهات التي من الممكن أن تقف وراء هذا الاختطاف، وهي:
 
1-التيار الشوفيني العربي، دون النظر إلى موقعه، والذي يزعجه شيخ كردي يدافع عن القضية الكردية وهو يضع على رأسه العمامة ، بعكس الشيخ محمد رمضان البوطي الذي يدوس على انتمائه الكردي ويقف إلى جانب آكلي لحوم البشر في العراق من دعاة المقاومة. لقد تعود التيار القومي الشوفيني على نماذج من رجالات الدين الأكراد يتقربون من السلطات التي تضطهد الأكراد من خلال تنكرهم لكرديتهم، والمساعدة في تعريب الأكراد ودفعهم لضياع هويتهم القومية بالانصهار في دين إسلامي هو المعبر عن القومية العربية العفلقية، وبالتالي تعزيز الاستبداد العربي على الأكراد. فالشيخ معشوق الخزنوي ظهر في الساحة السورية رجلاً وطنياً من الدرجة الأولى عندما وضع الحقوق الكردية السورية ضمن الاستحقاقات الوطنية وعزز ذلك من خلال رؤيته الدينية.
 
 2-التيار الإسلامي الأصولي الذي يستخدم الدين من أجل مآرب سياسية وطائفية، ويريد أن يبقى المجتمع السوري بعقلية القرون الوسطى، تحت حراسة رجال دين فاسدين في السياسة، أولئك الذين يستخدمون الدين وسيلة للتحكم بالبلاد والعباد باسم القرآن وسنة الرسول.
 
  3- ثمة من داخل النظام لا يريد أن يكون رجل الدين مستقلاً عن النظام، يلعب دور المدافع عن حقوق العباد دون التزلف إلى السلطان والارتزاق على مائدته. هؤلاء الذين يحولون الدين إلى حام للاستبداد والمستبدين. هؤلاء هم الذين يقفون وراء اختطاف الشيخ الجليل معشوق خزنوي، سواء فرادا أو مجتمعين. ويأتي اختطافه رسالة منهم ضد جميع قوى التغيير الفعلية في سورية، ضد طموحات الشعب السوري للخروج من المأزق الداخلي والخارجي الذي ينهشه، ضد القوى الوطنية المعارضة التي ما زالت مترددة في الاتفاق على برنامج وطني عملي للتغير، وأخيراً ضد القوى الوطنية الكردية التي تلهث وراء أوهام السلطة. أعلن تضامني مع الشيخ معشوق الخزنوي، بالرغم من أنني إنسان ماركسي علماني. ولكنني استمعت مرة، وبالصدفة في القامشلي، لخطاب له بمناسبة الذكرى الأولى لأحد الشباب الكرد مات تحت تعذيب الأجهزة الأمنية السورية في أحداث 12آذار 2004. كما استمعت إلى إحدى مقابلاته في التلفزيون الكرديROJ-TV. ولأول مرة في حياتي أرى رجل دين يريد أن يكون للإسلام الدور المدافع عن المظلومين وليس تبرير المستبد وإطلاق صفة القداسة له، رجل دين يريد أن يكون للإسلام الدور الإنساني والتسامحي بعيداً عن مكيافللية السياسة وبراغماتيتها.
 
 
الاستاذ صالح بوزان  (مقال قديم)

About Author