Mashuq Foundation

for Dialogue Tolerance and Religious Renewal

الشهيد الشيخ معشوق الخزنوي

الدكتور محمد معشوق الخزنوي

Bave Renas
بكت قامشلو كثيراً, لم تنم عامودى يومها, انتفضت ديركا حمكو, تألمت سرى كانيه,تربسبيه عزت حبيبتها قامشلو و كان لكل من عفرين و كوباني قصة
لم يكن الشيخ كغيره من رجال الدين,كان مختلفاً تماماً,كان يدرك أن الكثيرون قد باعوا أنفسهم للشيطان القابع في دمشق,أما هو فكان في حلقه صرخة,أراد أن يطلقها
و اطلقها فكانت ثورة,ثورة حقيقية هزت أركان و عرش النظام المجرم. كان انساناً أولاً ثم رجل دين حقيقي, و قادته انسانيته و فهمه الصحيح للإسلام إلى الدفاع عن قوميته الكردية و شعبه الرازح تحت الظلم منذ آلاف السنين.و لم يكتف بالدفاع فقط ,و إنما قدم جسده و روحه ,فاصبح شهيداً.لم يجد الشيخ أي تناقض بين دينه و الدفاع عن شعبه,و ثار علانية على الطغاة , في الوقت الذي كان الكثيرين أمثاله فضلوا الصمت و تسترو بعباءاتهم المزيفة.اعتلى المنابر فكان صوته أشد من الرصاص,كان صوتاً قوياً هادراً.تنبه الطغاة إلى ذلك الصوت,كانوا يدركون إنه خطر قادم,فقتلوه بطريقة بربرية بشعة.كان الشيخ يؤمن بعدالة قضية شعبه ,فوجد نفسه بينهم,يخفف آلامهم و يعطيهم القوة و التصميم لانتزاع حقوقهم المشروعة.وكان يعلم جيداً أن الطريق الذي رسمه لنفسه محفوفا بالمخاطر و المتاعب لكنه اقسم بأن يضحي بكل ما عليه,و قد فعل ما قال و وجه طعنة إلى الجبناء الذين يدعون الاسلام.كانت ثورة الشيخ قصيرة ,لكنها كانت مليئة بالعبر و الدروس و على التاريخ أن يسجل أن معشوق الخزنوي شكل نقطة مضيئة في تاريخ الشعب الكردي و كان مثالاً رائعاً من أجل حرية شعبه.اتعبه هموم شعبه و مآسيه,فانفجر في وجه قوى الظلام و الفكر الشوفيني,و دفع حياته ثمناً لفكره المتنور و مبادئه السامية.خرج الشيخ عن صمته في وقت كثر فيه الصامتون,و في زمن كثر فيه المتخاذلون .و كان يمكن له أن يعيش كأقرانه لكن حبه لشعبه جعله مختلفاً عنهم فكانت الصرخة و كانت الثورة.لم يكن الاسلام يوماً من الأيام يعارض حرية الشعوب و هذا ما آمن به الشيخ و أراد أن يطبقه على أرض الواقع بالاثبات و الدليل و لكن قوى التناحر كانت أكبر منه,راح الجسد و بقي الفكر و مازال صوته عالياً و لم يستطع أحد اسكات هذا الصوت الهادر ,لأنه انتشر و دخل في وجدان و ذاكرة شعبه فاصبح بحق سيد الشهداء…..أيها الشيخ الشهيد أن فكرك باق و الرسالة التي أردت أن توصلها اصبحت في ايد أمينة,أما الطغاة يا سيدي فما زالوا يخافون من ذكر اسمك,و ما زالوا ينتظرون بخوف من ظهور معشوق جديد.و لك الفخر يا سيدي انك استشهدت مرتين:

 

مرة حين دافعت عن الاسلام الذي ضاع , و مرة من اجل شعبك المظلوم.في ذكراك يا سيدي ننحي اجلالاً لك, ونعاهدك على المضي قدما في الطريق الذي سرت فيه و ستبقى بيننا و ستبقى ايضاً شوكة في أعين الطغاة و المجرمين.عشت عزيزا و مت شهيدا فليجعل الله مثواك الجنة و لشعبك العزاء…..كل العزاء.

About Author