Mashuq Foundation

for Dialogue Tolerance and Religious Renewal

السوريون الى أين ؟

الدكتور مرشد معشوق الخزنوي

الشيخ مرشد الخزنوي 
 
منذ أن اعتلى حزب البعث السلطة في دمشق وهو يحاول وبكل من اوتي من قوة وبالاستعانة بكل اجهزته القمعية لتجويع وتذليل الشعب السوري عامة والكردي منها خاصة سواء على الصعيد السياسي والحريات وحقوق الانسان ، او على الصعيد الاجتماعي ، واكثرها الاقتصادي ، وأستطيع ان اقول بملء فمى وان اؤكد بأن سورية تمر بأزمة فى الحكم وفى الممارسة وفى السلوك وفى الاخلاق وان قضاياه قد صارت متشابكة ومعقدة … ذاك ملموس من أقوال الناس ومن معيشتهم ، ولم أجد غير السخط والمعاناة وغير الشكوى وهناك كراهية وحقد مكبوتين فى الصدور. الناس فى أزمة وفى ضنك ما بعده ضنك رغم حركة السيارات وكثافتها ورغم ارتياد بعض الشرائح للاماكن العامة وللمطاعم وهى شرائح لا تمثل سوى النذر اليسير من مجموع الشعب السوري .. هنالك تنامى لغريزة حب الذات .. هناك انتهازية ظاهرة .. ؟ هناك انهيار بكل معنى الكلمة لكن الناس صابرة ليس عن رضى ولا عن قناعة ولا تدين اذ ليس امامها خيار اخر غير الصبر واتوقع ان يحدث انفجار وانواع الانفجار كثيرة ليس بالضرورة قيام المظاهرات واحدث شغب او حدوث اضراب عام او حتى حدوث عصيان مدنى فالانفجار يمكن ان تعبر عنه حالة هلوسة وهستيريا او جنون او انحراف يطال فلذات اكبادنا .. الانفجار يمكن ان يحدث فى تخبط عام يصيب الحالة الاجتماعية فيخلخل نسيجها الاجتماعى وبالتالى يصيب هذا المجتمع فى خاصرته .. الانفجار يمكن ان يتم التعبير عنه بحالة من الشكوى العارمة فى كل الاماكن وكل المواقع والمناسبات وهذا يتنامى الشعور بعدم الرضا، والصرخة المكبوتة سيكون دويها هائلاً حينما تنفجر .. لا شك ان هنالك مظاهر لحالات معاناة على كافة الاصعدة .. وهناك مظالم طالت غالبية الشعب السوري ، ناهيك عن الشعب الكردي المسكين المحارب في كل شيئ … ماذا يمكن أن يقال واصبح ما يكتب لا يقرأ فالناس مشغولة بأهم من الصحف وبأهم من المقالات وبأهم من القضايا العامة لكن تبقى الحقيقة هى الحقيقة رغم هذا وذاك والناس فى واد والحكام فى واد اخر واستطيع أن أؤكد ان الناس لا تشعر بما يجرى فى الساحة السياسية لأنها تشعر بضرورات ومتطلباتها اليومية وضرورة تلبية احتياجات اسرها المسحوقة .. قال لى أحدهم خلاص شبعن وعود .. حتى الصلاة نقوم لأدائها ونحن شاردو الذهن مهدودو القوى بعد يوم شديد الحر شديد البطش .. شديد المصارعة والصراع مع الحياة لتوفير الحد الادنى من الليرات رغم استخدام كل الوسائل بما فيها الكذب والغش والخداع والنصب والاحتيال وابتداع شتى الوسائل .
 هذه صورة حقيقية وغير مفتعلة والواقع يصدقها ويسندها ، وفي المقابل تجد المعارضة التي اخذت على نفسها تخليص السوريين من بعبعهم استخلوا المعارضة المخملية مؤتمرات في فنادق خمس نجوم وبيع كلام بكلام ، وملاسنات ومشاحنات ، واسماء والقاب طويلة عريضة ، وهذا هو المهم ، وليس مهم بعد ذلك اتخلص السوريون من جلادهم ام لا ، اشبع السوريون ام ناموا وهم جياعا ، افكت القيود عن احبابهم ام غيبوا لعشرات السنين ، المهم استمرار المعارضة بهذا الوتيره ويبقى النظام ايضا على عرشه ، ويا بخت من نفع واستنفع .  

About Author