Mashuq Foundation

for Dialogue Tolerance and Religious Renewal

لماذا استهداف شيخ الشهداء بالذات – الدكتور مرشد معشوق الخزنوي

إن المجتمعات التي تكون فيها الإرادة مسلوبة لا يمكن لها أن تخطو نحو الحرية بخطوات ثابتة وناجحة ، وذلك لأنها ستكون أسيرة بأيدي الدكتاتوريات والظلمة ، إذا أنهم يحكمون رقاب الناس بالحديد والنار، آلا وإن من يحاول أن يجاملهم على ما يرمونه لهم من الفتات وما أكثرهم في مجتمعاتنا فإنهم سيبقون ذيولا لحماية مؤخرات الطغاة.

وبما أن تغير المجتمعات تبدأ من توعية الفرد ومن تحرير عقله من التبعية العمياء وفك قيوده من الجاهلية الظلماء واستنارة دربه وإرشاده للحق والصواب، فإن ذلك يتطلب سموا فوق الأجندة الخاصة والمصالح الضيقة، وضعاف النفوس لا يستطيعون مقاومة ذلك، ولذلك لم يكن بإمكانهم أن يقدموا شيئا لمجتمعاتهم ، وبذلك تضيع أحلام مجتمعاتهم في سوق النخاسة.

وقد حاول مشركوا قريش أن يلعبوا هذه اللعبة الدنيئة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما عرضوا عليه أن يسوده أو أن يغنوه أو أن يزوجوه كل ذلك حتى يتنازل ويتخلى عن إرادته بالتغير والإصلاح وإبلاغ رسالة الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمته المشهورة ياعم والله لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ، وهذا ما كان يردده شيخ الشهداء فكان يقول والله لا أقول إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول .

وعندما ييأس الطاغوت من شراء شخص وذمته ليحافظ على مصالحه فإنه يتخلص منه بأسرع الطرق وهذا ما جرى حرفيا مع شيخ الشهداء.

فرحمك المولى يا شيخنا وأسكنك الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

وأعاننا الله على سلك دربك ومواصلة ما بدأته اللهم آمين

About Author