Mashuq Foundation

for Dialogue Tolerance and Religious Renewal

في ذكرى انتفاضة اذار 2004 لابد من استذكار الشيخ الشهيد، الخزنوي المعشوق!

مروان عثمان 

عجزت الحركة السياسية الكردية ان تستلهم روح انتفاضة 12 اذار 2004 ، ولم تستطع ان تعيد النظر بخطابها وفعلها السياسين بقراءة موضوعية، على ضوء ما افرزته الانتفاضة. رغم بعض الانعكاسات البسيطة للانتفاضة على بعض السلوكيات والممارسات الحزبية، خلال فترة بسيطة بعد انطلاقتها، الا ان الامور وبعد حوالي عامين عادت بالقوى السياسية الكردية وكأن الانتفاضة كانت لحظة عابرة وهامشية في تاريخ الكورد السوريين.
بعض المثقفين الكرد استطاع ان يستلهم بذاته روح الانتفاضة وان يستخلص مسببات قيامها وسرعة امتداد لهيبها، الذي شمل معظم الاراضي السورية. وكان في مقدمة اولئك الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي ، الذي اعادت الانتفاضة تكوينه من جديد، روحيا ودنيويا.
ومثلما لم تستوعب القوى السياسية الكردية الانتفاضة، فانها لم تستوعب المتغييرات البنيوية التي حدثتها في شخصية الشيخ الشهيد، ولا يُستثنى من ذلك تلك القوى الحزبية التي ايدته في بعض مواقفه.
لقد استطاع الشيخ الشهيد ان يعيد النظر بـ”مسلماته الدينية والدنيوية”، ورأى بحسه العرفاني ان الدين الحق هو الدين المنحاز الى مفردات واقع الناس ومعاناتهم ، ومن الضرورة ان يتجلى الدين ليس ك” زفرة” ، بالمدلول الماركسي، وانما كصرخة حق وممارسة عيانية، وان الناس في الدنيا ابناء دار واحدة وليس دارين ، وهناك ظالم ومظلوم الظلم والمظلومية لا يتحددان بدين او عقيدة ولا يجب ان يتحددا بذلك ومهمة رجل الدين الاصطفاف مع المظلوم بشروط الدنيا لانه اعلم بها ولا يحق له باي حال من الاحوال ، الفرز بين المظلومين او الظالمين بموجب ايمانه او قناعاته الدينية، لان ذلك يؤبد الظلم والمظلومية من جهة ومن جهة ثانية ذلك يخالف ارادة الله ، لو اراد الله لجعل البشر على دين واحد، فلا يحق لنا التمييز بين مخلوقات الله الا من حيث الاعمال!
كل ذلك جعل من الشيخ الشهيد ان يكون الصوت الابرز لتجليات الانتفاضة الاذارية ويحتضن كلها الاجتماعي،دون تمييز او مفاضلة، ويكون العنوان الروحي لها وصوتها الفكري المفقود

About Author