Mashuq Foundation

for Dialogue Tolerance and Religious Renewal

شيخنامه – ابراهيم اليوسف

ابراهيم اليوسف

شيخنامة..
 

 

إبراهيم اليوسف
تم إلقاء هذا النص في أربعين الشيخ الخزنوي
أكثر من مرة
قلت لك يا صديقي
هؤلاء اليائسون لن يصدقوك البتة
إلا إذا وجدوا رأسك مجندلة
كي يرفعوا بعدئذ كؤوسهم
نخب شهادتك…
كأنك هنا…!
أنّى تكون
كأنك هناااااك أيضا ً
كأنك أقرب من مدى يديّ
إليّ..!
كأنّك تخرج من موق العينين للتوّ
تعود إليّ
تعود إلى دورتي الدمويّة
عناوين ومدنا ً
سماء موغلة في الزرقة!
رامحاً بالأساطير التليدة
تقودها سرباً ..سرباً …
مأثرةً … مأثرة ً
واثقاً في مدى الرؤيا
لا تعدّ خطاك …! وأنت تركض إلى ها هناك
لا تعدّ الطعنات في ظهرك
وأنت تحمل الخريطة
جهة ضوئية تئمّ الجهات
جبلاً تئمّ الجبال
كأنّك .. هناك ..
كأنّك في عيني .. كأنك عيناي
كأنّك أبعد في الكلام البليغ
تفتح لي ذراعيك … تفتح لنا ذراعيك
على آخر سعة
كأنّنا خريطتك الأثيرة
كأننا خريطتك الممحوّة ..
كأنّنا خريطتك التي تطلع
أقرأ دفترك ..!
أقرأ نبضتك الأخيرة..!
أقرأ وصيتك الأخيرة
أواه….!!
آخر قطرة دم تنزل ظمأ التراب
كي أعرفك أخيراً … وأخيراً أعرفك
أقرا المضمر في وضوحه …!
الجبل الذي أحببت .. باكوك …
يستضيف على مائدته الجبال
قامشلو .. وأنت تعضّ على اسمها بجفونك
أحلامك الأولى المهيضة
أحلامك الأخيرة …
12آذار.. شهيداً .. شهيداً .. كل باسمه
جريحاً جريحاً … كل باسمه ..
سجيناً .. سجيناً .. كل باسمه
هراوةً … هراوةً … صعقةً كهر بائيةً صعقةً … !
صورة فرهاد … وكلّ أكرادك فرهاد
صورة جوان…
صورة سيوان ــ أحمد ــ كيفارا ــ إدريس ــ
. ……وكلّهم …….كلّهم…….كلّهم….
صورة فرهاد وأنا أحدّثك عنه
وتذهلك مآثره..!
كي تستعيد كما تريد
كي تبصق في وجه جلادك !
صورة وجهك وآثار الكدمات
صورة وجهك ….
تبكي اللحية الأخيرة في صباح دمشقيّ !
رأسك تبكي العمامة أمام قهقهات قاتليك
وخوفهم الأزلي …………..!
تبا ً لهم تبااااااااااااا
جسدك يبكي الجبّة الخضراء
عيناك تبكيان صورنا …
شرفة صباح لمّا تصله بعد
كي يختنق صوتك في هاتفك المحمول
كي تذعر كلماتك في حاسوبك
كي يحشرج”زمّور” سيارتك للمرّة الأخيرة
تتداخل المدن : تل معروف ــ ادلب ــ
وجوه أصدقائك ــ دمشق ــ الرياض
ستوكهولم ــ أوبسالا ــ
قامشلو ــ سري كانيي ــ حسكة
ديركا حمو ــ تربسبي ـــ أوسلو….
قامشلو ـــ قامشلو
أبناؤك والرسالة
– اكتب يا شيخ .!.
تضرب برجلك الأرض
:مكاسبكم ـــ تحت قدمي….
تضرب برجلك الأرض
:الوطن في جبتي
ترتّب صوتك أكثر من مرة
نصوّب إليك بنادق الضّغينة على عاداتنا
: الإنسان إنساني
العالم عالمي :
سوريا سورياي
سوريا وطني
وجريمتي كرديتي
على تخوم الخريطة !
تلك معادلتك .. فمن يفهمك ؟
يكثر أعداؤك … ليخونوك
ها أنا أفكّ صوتك أخيراً
تحت موشو ري وأفهمك
أوّاه لهذا الحب !
طفل في الجبة وغيوم
طفل في الجبة وهواء
لا حقد في مساحة الصوت..!
لا مكيدة..!
كم واسع قلبك !
كم احتلّت كرديتك من دم
في دمك ..!
كم تعاتبنا ساكتين على الأنين …
وآيسين !
اكتب يا شيخ !
لست بكاتب
اكتب ــ
ماذا أكتب ؟
ـــ التوبة ….؟
ليس مثلي من يتوب
ــ فرصة أخرى أمامك
ــ ماذا أيّها الخنزير ؟
ــ أحرق ما في دمك من دم !!
عد القهقرى إلى بطون الكتب الصفراء
أخفض صوت تكبيراتك في مكّبر الصوت
دلّنا على أسماء من تحبّ!
: كلّ الناس أهلي
ــ أهلكم أهلي
ولستم بأهل
أهلكتم أهلي …
ــ اضربوه … !
ترتفع الهراوة …
ترتفع الهراوة … تنزل
ترتفع
تنزل
ترتفع
تنزل
تر
تعضّ على شفتك
كأنك تستعيد فرهادك وفراتك
اكتب يا شيخ ..!
ليس مثلي من يكتب إلا آية
وقصيدة
أو خطبة !
ألف صورة تنهض
: السهر وردي ــ الحلاج
ابن عربي
أبو حنيفة
آل ياسر ..
ألا اكتب يا شيخ … !
خسئتم أيضاً
واقفاً تظلّ
ولا تعدّ السياط
تفتح عينيك ….
: وا …. يا …. ا … دي .
ولا صدى
تبت الأيادي..تبت …
تبصق في وجه جلادك
تبصق في وجه كتبة التقارير
يسيرون وراءك
خطبةً خطبةً
شارعاً شارعاً
منبراً منبراً
مدينةً مدينةً
كأنّك هنا
رسول الكواكب المنفية !
ـ رسول الجهة المستعصية !
سفير فوق العادة للجرح الكردي !
سفير فوق العادة لجرح الإنسان
يدلنا هدهدك إلى الماء ..
يا ماء!
أولن تظهر في أعلى ــ باكوك ــ
يا يواقيت..!
يا جوز..!
يا كهف..!
ويا بابونج..!
ياأيائل ..!
هلا استوفتك الوصية !؟
كأنّك ستظهر من الصفّ الأماميّ
تسوّي العمامة على شكل خريطة
جميلة …!
تلقى خطبتك الأخيرة كبيشمركي باسل … !
وتحمل على ساعديك الكفن
يا لصوتك
يصل أخيراً….. ولا تصل … !
كأنك هنا ـــ تعد ّعلى مسامعنا
أسماء قاتليك
واحدا ..ً واحدا ً
حكاية ليلة 10أيار الأكثر حزناً
حين توضأت للمرّة الأخيرة
صليت للمرة الأخيرة لتتذكر للمرة الأخيرة ….
صلبت للمرة الأخيرة
صليت…
صلبت ..
جامعك الذي تيتّم ..
أمّك ــ تبقى أفياؤها دون بازيّ !
شريكة منافيك الهائلة تقرض ملوحة الغياب !
أبناؤك الذين سينتظرون طويلا ً
بناتك اللواتي سينتظرن … طويلاً طويلا ً…!
مواعدك التي لن تتم … !
أحبتك في الانتظار الذي سيطول
كأنّك هناك
كأنك هنا في قلبي
كأنك هنا في دمي… !
كأننا سننتظر
كأنك لن تغيب

About Author