الصحفية لافا خالد { كتّاب ومفكرين يضيئون الذكرى بهذه الكلمات}
جورج كتن / كاتب / دمشق
اغتياله جريمة ضد الإنسانية
في قضية الشيخ معشوق الخزنوي المسألة الأهم ليس كشف قاتليه رغم ضرورتها، بل إفشال استهد افهم محاولة إسكاته واستئصال أفكاره، فالدلائل تشير إلى أن قتله تم لأسباب تتعلق بآرائه ونشاطاته..
شهداء الرأي والفكر على امتداد التاريخ العالمي كثيرون، استمروا بفضل إبداعهم الفكري الذي خلدهم، فهم أحياء بقدر ما إن أفكارهم حية بين الناس، حيث النهاية المادية للجسد لا تؤدي لنهاية الفكر..
معشوق الخزنوي المعروف باعتداله نموذج نادر في وسط رجال الدين فهو صاحب فكر إنساني تنويري، دعا للإصلاح والتجديد ولإحياء الاجتهاد الديني بالاعتماد على العقل ونبذ التقليد والتكفير.. ودافع عن المفاهيم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وحق الاختلاف والتعدد وحكم الشعب للشعب كبديل للحكم الديكتاتوري وليس كبديل لحكم الله للخلق..
وثمن مؤسسات المجتمع المدني ورفض تحريم الفوائد المصرفية والتأمينات.. وطالب بعلمانية تفصل الدين عن الدولة لصالح الدين ولمنع استغلاله من قبل الحكام والسياسيين.. وأدان العنف والإرهاب وانتقد ثقافة الموت، وفضل “الحياة في سبيل الله” على “الموت في سبيل الله”..
ودافع عن مساواة المرأة بالرجل ورفض الأفكار المتخلفة عن وجه وصوت المرأة كعورة، ودافع عن حقها بممارسة كافة النشاطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إلى جانب الرجل، ورفض اعتبار أن زي المرأة يدل على سلوكها، وقبل بإمامتها للرجال وبحقها في تبوأ المناصب الرئاسية ..
طالب بالحقوق المشروعة للكرد ورفض التذويب القومي والثقافي لهم، ودعا لإخاء كردي عربي في إطار وحدة سوريا كوطن نهائي وضمن مفهوم المواطنة المتساوية ..
وشدد على الأخوة في الإنسانية رغم اختلاف الاديان، وأكد على حاجة الشرق للغرب وبالعكس, ودعا للمساهمة في الحضارة الإنسانية المعاصرة واعتبر الثقافة الغربية ثقافة إنسانية صبت فيها جميع الثقافات ..
هذه الأفكار التنويرية وغيرها هي التي تبقي معشوق الخزنوي حياً رغم الجريمة ضد الإنسانية التي أدت لمقتله..
المقالات المشابهة
الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي.. نصير الحق وصوت الحرية
تسعة عشر عاماً على اختطاف واغتيال شيخ الشهداء معشوق الخزنوي
في ذكرى انتفاضة اذار 2004 لابد من استذكار الشيخ الشهيد، الخزنوي المعشوق!