تَراتِيلُ في حَضْرةِ الألم – سلام زهراب

أظلمَتِ الدُّنيا

والوقتُ صباحْ

هاجَتِ القُلوبُ

والناسُ نواحْ

اينما تنظر..

نديمي !!

أسفاً ..تلقَى صياحْ

ماذا جرى؟!!

يا أهلَ أرضِ القَمْحِ!

يا أمَّةَ الكُردِ الأسِيْرة !!

أينما تَنظرْ ..

صَديقي!!

أسفاً..تلقَى بُكاءْ

صوتَ آهَاتٍ حَزينهْ !

يا وطنَ الجُرحِ المُكبّل بالحديدْ!

يا مرتعَ عُشّ الدّوريّ والطّيرِ الفريدْ !!

ماذا أرى؟!!….

هرجٌ في الحيّ

وفي السُّوق مرجْ

قِيلَ : ….

ويا ليتني لم أسمعْ خَبرْ

ليتَهُم ظلّوا عُصُوراً صَامِتين..

آهٍ ، يا قلبي !!

يا قلبي العَليلْ !!

صوتُ ناعٍ من بعيدْ..

يخبرُنا شيئاً أليماً..

شيْخُنا شيخُ الطرِيقهْ..

صَاحِبُ العينِ البَريقهْ..

شَيخُنا شيخُ العِلمْ

صَاحبُ نَسْجِ الكَلِمْ

عَلَمُ الدّينِ

نديمُ الأتقياءْ

بهجةُ الدّهرِ

إمامُ الأنقياءْ

شَيخُنا الطاهرُ

طُهرَ الأبرياءْ

شيخنا .. مَعْشوقُ بَيْتِ الخَزنويْ

نامَ نوماً… أبديّا

باتَ في جَنّة خُلدٍ

بعدَما أُزهِقتْ روحُهْ

هاجَتِ الدُّنيا وماجَتْ

غابَتِ اليومَ ذُكَاءْ

غادَرَتْ أمُّ الضّياءّ

سَافرَتْ نحْوَ التُّربْ

هاجرَتْ كُلّ الطُّيورْ

غامَتِ الآفاقُ

من دونِ غُيُومْ

والحَجَرْ..

أنَّ أنيْناً سَرْمَديّا..

هطلَ الدّمعُ كَثيْفا

وجَرَى مَجْرى السُّيولْ

غابَ شيخٌ ذُو عَمَامَهْ

قلبُهُ قلبُ يَمامَهْ

غابَ شَيخٌ ذُو أمانهْ

عينُهُ عينٌ أُسَامهْ

غابَ شيخٌ ذُو إيمانْ

دائماً ينطقُ حَقّاً

لمْ يخِفْ ضرْبةَ سوْطٍ

لمْ يهبْهُ ظلمُ سِجنٍ

باتَ في دَوحَةٍ خضراءْ

قُرْبَ وَادٍ سَلسَبيْلْ

جَنبَ نهرٍ نهرِ كَوْثَرْ

جنّةٌ خيرُ الجِنَانْ

تَحتَ كرْمٍ تحتَ تِينْ

شيْخُنا شيخٌ أمِينْ

ابداً لمْ يَهبْ عُنفاً

لا ولمْ يرهبْ وَعِيدا

باتَ في حُضن جِنانْ

باتَ في ظِلال سِدْرهْ

شيخنا. .

شيخنا الطاهر معشوق

About Author