Mashuq Foundation

for Dialogue Tolerance and Religious Renewal

الدكتور محمد حبش : حول الشيخ معشوق الخزنوي…. ملف تفصيلي..

منذ11 عاما رحل الفقيه المجاهد الشيخ معشوق الخزنوي …

 

أيقونة السلام وصوت المحبة وضمير كردستان …

 

أعيد نشر كلمات كتبتها في ذكرى رحيله… ونصاً آخر لابراهيم اليوسف…

 

معشوق الخزنوي يا إمام الشهداء

 

د.محمد حبش

 

نعيش ذكراك، نرقب روحك العالية في المجد وأنت ترقى بها في الملأ الأعلى، حيث تخلد رسالتك في ضمائر الأحرار في الأرض، يرشفون بها نداءك الأسمى من عالم الملكوت

 

لماذا أيها الفينيق الخالد، لماذا يرسم القدر سطوته بهذه المرارة؟ أما أنت فقد أديت رسالتك ولكن ألم يكن في وسع هذا الدهر اللئيم أن يمنح أحبابك مزيداً من فكرك ورسالتك.

 

إنهم أيها الشاهين العالي يقرؤون رسالتك في كل مكان، فأنت لم تكن محض رجل محراب على أنه كان يشقق تحناناً لرهبة سجودك، ولم تكن محض مناضل سياسي على أن رسالتك ضربت جذرها في ضمائر شعبك، ولم تكن محض مفكر ثائر على أن كلماتك لتمزق صحائف الأسفار، ولم تكن محض مصلح اجتماعي على أن ذوي الحاجات يلوذون ببابك المتواضع، لقد كنت ذلك كله، وأكثر من ذلك.

 

من حق أهلك في وطنك الحلم أن يقرؤوك ثائراً كردياً يؤذن في مسمع العالم بمظالم شعبه، ويسمعه الناس كما لم يسمعوا أحداً من قبل في صيحة الحق والعدل، ومن حقهم أن يجعلوا يومك مناراً وذخراً، وأن يرسموا ملامح عمامتك الشامخة على قوس كردستان حيث جراح فرهاد لا تزال ترتوي بها روحك الطهور وتروي ذكراها.

 

ممكن غنى أبرويز يشرى وجراح فرهاد هيهات تشرى

 

والذي يجعل القلندر حراً أنه لا يطيق للسر نشراً

 

ولكننا في كفاح التجديد نقرؤك من أفق آخر، نقرؤك ثائراً متمرداً على الأساطير العتيقة التي يتاجر بها كهنة المعبد باسم الرب، نقرؤك ثائراً متمرداً على الفريسيين والكتبة، تقلب عليهم موائد القمار الديني والأوهام المتلظية لكل صاحب فكر حر، آه للدهر أيها الجبار، لقد دفعت حياتك ثمناً لرسالتك الجريئة والشجاعة وتمكنت من رفع الصوت عالياً في حين جبن الآخرون عن اللحاق بركبك، ومن يستطيع أن يدركك على مراكب الشهادة إلا من باع حياته وروحه ثمناً للمبادئ الكبيرة.

 

وما قتلوك وما صلبوك ولكن شبه لهم، وإن رسالتك أيها الجبار أقوى من قبورهم وجحورهم ومدافنهم، غداً سيركل الدهر ما ركموه وستبقى رسالتك في ضمائر محبيك وعداً في الغد الآتي، يبشر سائر الليل بشمس الحرية الآتية، وكل آت قريب.

 

أيها الجبار حكايتك لن تمحوها الأيام وستظل ذكراك تبعث في الأحرار روح المقاومة والرسالة وتطارد الأشرار في أوكارهم وتسمعهم الكلمة القاصمة إن العاقبة للمتقين.

 

لن أنسى وقفتك في مؤتمر عمان حين أرادوا أن تعود محاكم التفتيش من جديد لتحاسب كل قلم حر، يومها طالبت بشجاعة بمنح المفكرين الحصانة والحماية في وجه محاكم التفتيش الأثيمة، وكانت عمامتك يومذاك صادمة لكل تجار الدين من أهل الهوى، الذين طال عناؤهم ولم يفهموا في أي أفق كانت عمامتك الشامخة تغرد ومن أجل أي رسالة كبيرة وشريفة كنت تعمل في الأرض.

 

لقد فرضت على الأرض احترام العمامة وقدمت أكبر دليل على أن التنوير والتجديد الحق هو ذلك القادم من ضياء العمائم ونور المحراب.

 

لا يوجد شيء في العالم يمكنه أن يمحو ذكراك من قلوب محبيك، أو أن يخفف من وقع ثورتك في ضمير القلوب الظامئة للحرية وفق عدالة الرسالة الخااتمة التي كنت تنادي بها كل يوم: أيها الناس كلكم لآدم وآدم من تراب لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى

 

ثمة كلام كثير أيها الجبار لم نقله بعد ولكنها الأيام سجل ناطق، ودرب الحرية أيها العزيز مفروش بدماء الشهداء وللحرية الحمراء باب يدق بالأيدي المضرجة.

 

ماذا أملك أيها العزيز أن أقول في ذكراك، وهل ثمة كلمات يمكن أن تضيف إلى قسماتك الصارمة شيئاً ؟ وفيها يقرأ جيل الحرية الآتي اليوم كل مجد الآباء .

 

أيها العزيز، أين تقرأ اليوم مزاميرك؟ فقد جفت الأوتار وظمئت الأرض، وأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين

 

وما الدهر إلا هكذا فاصطبر له ……. رزية مال أو فراق حبيب

 

نص ابراهيم اليوسف:

 

http://www.alarab.co.uk/?id=82516

 

رسالتان متبادلتان مع يوسف وحبش حول الشيخ معشوق:

 

http://www.gemyakurdan.net/gk-12582

 

About Author