Mashuq Foundation

for Dialogue Tolerance and Religious Renewal

التطرف والأديان وفك الارتباط

مؤتمر الحوار بين الأديان في مواجهة التطرّف في البرلمان الدنماركي أيار/ مايو ۲۰۱٦

ورقة مقدمة الى مؤتمر الحوار بين الأديان في مواجهة التطرّف

الذي أقامه منتدى الحوار الدانماركي العربي الذي عقد ما بين 27-29 من أيار/ مايو ۲۰۱٦ في كوبنهاغن – في البرلمان الدنماركي.

مقدم الورقة

الدكتور مرشد معشوق الخزنوي

نائب رئيس مؤسسة معشوق للحوار والتسامح والتجديد الديني

رئيس المجلس الاسلامي الكردي في النرويج

عضو مؤسس في لجنة الحوار في اوستفلد النرويجية

امام وخطيب الجمعية الاسلامية الكردية للثقافة في النرويج

السيدات والسادة الحضور : سؤال كبير وبدهي طرح علينا في نص رسالة الدعوى التي وجهت اليكم جميعا كأحد محاور الحوار في هذا المؤتمر الكريم، وهو سؤال يطرحه الفرد العادي أيضا: لمَ يُستخدم الدين كأداة لتأجيج التطرّف؟ وما علاقة الدين بالتطرف والإرهاب؟ ولماذا يظهر المتدينون دائماً وراء العنف؟ وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) و (القاعدة) وميليشيات الحشد الشعبي في العراق و حزب الله في لبنان شواهد إسلامية لا تخطئها العين ولا تغيب عن متابع، كما أن الحروب الدينية في أوروبا، والحروب الصليبية، وإبادة الهنود الحمر قامت بها الجماعات المتطرفة المسيحية واليهودية والبـــوذية والهنـــدوسيــة وغيرها، هذا التطرف الذي تحمله الجماعات الدينية هل هو بسبب الدين الذي تعتنقه؟ وهل يحمل الدين هذه القابلية للتطرف والعنف ويسوّغها لدى معتنقيه؟ ثم بالتالي كيف يمكن استخدام الدين لمواجهة هذا التطرّف نفسه؟ .

وبالرغم من أن الإجابة عن هذه التساؤلات لا يمكن اختصارها في دقائق معدودة وعلى عجالة بل تحتاج الى دراسات مستفيضة ومفصلة غير أنني سأحاول وبعجلة أن اطوف حولها ، وارجو أن يتسع صدوركم لكلماتي التي قد لا يتفق معها بعضكم خصوصا ونحن في مؤتمر بحثي علمي يعني بشؤون ظاهرة نعاني منها جميعا.

الاصدقاء الكرام : بخصوص الاسئلة التي قدمت بها وبعد دراسة مستفيضة لهذه القضية بحثيا ومعايشيا، اعتقد اليوم أن الحديث عن جدار وحاجز يعزل بين المعتقد، أياً كان نوع هذا المعتقد دينياً كان او فكرباً أو سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، اقول إن الحديث عن جدار عازل بين الاعتقاد والتطرف هو امر في غاية الصعوبة بل هو ضربٌ من الوهم ، لأن التطرف من صميم الاعتقاد بشيء ما والإيمان به وليس دخيلاً عليه، لأن التطرف يأتي من بذرة الاحتكار التي نتاجها الطبيعي التعصب الفكري والذي قد يتطور الى تعصب سلوكي.

ولذلك فمن الخطأ اعتبار التطرف حكرا على الأديان ، وإلا فعلى حساب أي دين يجب وضع فظاعات هتلر وستالين ، لأن أي معتقد أو أي أيديولوجيا ومهما كان طابعها عندما تصبح منظومة تحمل في دواخلها بذرة التطرف من خلال جينة التعصب وتنمو تلك البذرة عندما يشرع الإلغاء والإقصاء ونفي الآخر عندها ستتحول حتماً الى عقيدة و أيديولوجية قاتلة عنصرية ودموية، وهذا ما حصل في الأديان، وأيضا للفكرة القومية عندما تبنت العنصرية (مثل النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، ونظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا والفكر الاستعماري، وهذا ما حصل أيضا للماركسية كما جرى في تجربة الخمير الحمر في كمبوديا الذين قتلوا ملايين الكمبوديين باسم الماركسية).

فكما أن التطرف ليس حكرا على الأديان كما سبق ، فهو أيضاً ليس حكرا على دين بعينه، أي أن الحديث هنا يجري عن التطرف الديني أيا كان… فالتطرف ليس محصورا في دين معين وإن تصاعد في لحظة تاريخية محددة ارتباطا بهذا الدين أو ذاك هنا أو هناك.

وما دام أن التعصب هو منشأ وبذرة التطرف ملازمة لأي اعتقاد ، ومنه الاعتقاد الديني فهو يحمل في دواخله بذرة التطرف لأنه متعصب بحمله بالضرورة فكرة احتكار الخلاص ، لأن التطرف في أوجز تعاريفه هو الحد النهائي للشيء ، بمعنى أن التطرف هو وصول الأشياء إلى ذروتها وأقصاها، وهو يسنجم مع إيمان المؤمن الذي وصل إلى غاية الأشياء وجوهرها وذروتها الباطنية والعميقة.

فالمتدين يحمل بذرة التطرف المبدئي، وعندما يمارس المؤمنون ما نسمِّيه “تطرفًا” فإنهم يمارسونه كفعل إيمانيٍّ يريد لمجريات الواقع أن تتطابق مع إرادة الله سبحانه، بل يتباهى بأنه يتماهى مع معتقده ويترجم ما يؤمن به إلى حقيقة وواقع، بدليل أن ما نراه مذمَّة هو عنده محمدة وفضيلة عالية، وليست تُهَمُ التطرف عنده سوى محاولة تشويش إلحاديٍّ على أيِّ مسعى إيماني لتفعيل حضور الله في حياة البشر.

وهذه حقيقة المؤمن خاصة في الاديان الابراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية يؤمن بجملة امور هي عنده حقائق مؤكدة ومثبتة على نحو جازم، منها ما هو سلبي وإيجابي أن جاز التعبير ، سلبي كنفي الخلاص أو النجاة عن أتباع الأديان الأخرى أو المذهب والطائفة الأخرى، ومنها ما هو إيجابي، كإثبات صفة أو مكانة لدين أو مذهب واحترامهم .

إنه إيمان النهايات القصوى ودين الحقائق المكتملة، التي لم يعد وراءها أو فوقها أية حقيقة أو معنى ، ولم تعد هناك معانٍ مجهولة أو مناطق وعي مختبئة، بل يكون كل شيء معلومًا، ولا تعدو المعرفة سوى آليةٌ دفاعية وتهيئةُ مقدمات مقنعة لنتائج محسومة، لأن المعاني عنده وصلتْ إلى نهاياتها.

وهذا يخلق فينا شعورًا بالاستحواذ أي أن الحقيقة صادَف وجودُها حصرًا – ولحكمة لا نعلمها! – بين عائلتنا وعشيرتنا وملَّتنا، وخارج هذا المكان هنالك الخواء والفراغ.

لربما البعض من الاخوة يمتعض مما سبق ويستحضر عشرات النصوص المقدسة كل في كتابه ليدحض ما سبق، لكن مهلاً فهذه النصوص الدينية المقدسة لا يمكن اعتبارها فيصلاً ، إذ إن النص الديني واحة خصبة للتأويل وللتأويل المضاد والمعاكس أيضاً ، ولا تخلو أية حركة دينية في التاريخ، متطرفةً كانت أو معتدلة، من مهارة في توظيف النصوص لصالحها، ولعل هذا ما جعل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيما اورده السيوطي في الاتقان وابن سعد في الطبقات في أن يجانب مجادلة الخوارج بالقرآن لأنه، بحسب قوله، “حمَّال أوجُه”. ولو كان النص الديني قادرًا على حسم الجدل لَما كان للتطرف من أثر يُذكَر في التاريخ ، ولَما كان النص الديني سلاحَ التطرف الرئيسي.

وإذا صحَّ أن بذرة التطرف يشتملها معتقدنا الديني او أي معتقد آخر ، إلا أن العنصر الديني لا يكفي وحده لصدور سلوك التطرف، بدليل أن الأغلبية الساحقة من المتدينين لا تقتل، لأن الأديان في الوقت نفسه في جانبه الايجابي يحث على المعاملة الخيرة للآخرين : “إذا كنت تقرِّب قربانك إلى المذبح وذكرتَ هناك أن لأخيك عليك شيئًا، فدَعْ قربانَك هناك عند المذبح، واذهبْ أولاً فصالِحْ أخاك، ثم عُدْ فقرِّب قربانَك” [إنجيل متى 5: 23-24]؛ و”خيرُكم عند الله أنفعُكم لعياله” [حديث شريف]؛ و”لا يؤمن أحدُكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” [حديث شريف]. : ولقد كرمنا بني آدم [ آية قرآنية ] ، وغيرها من النصوص التي يستطيع كل واحد منكم اكثر مني أن يطيل الحديث فيها ويبرهن على سماحة فكره ومعتقده وطريقته ، وهذا ما لا اختلف فيه معكم ، لكنني احاول ان اسلط الضوء على الموضوع في أدياننا من جانب اخر ، هذا الجانب هي تلك البذرة ، بذرة التطرف والغلو الحميدة النائمة ، والتي لأجل أن توقد شعلتها ، وتستيقظ من سباتها، وتنقله من خانة الحميد الى الخبيث لا بدَّ من استحضار الشروط الثقافية والسياسية والاجتماعية التي تخلق الأرضيةَ الموضوعية لتشكُّل التطرف وتوتُّره في سلوك، خصوصًا تلك المناخات التي تولِّد الخوف على الهوية والوجود والمصير والأرض ، أو الإحساس بالتهميش والاغتراب وسائر أوضاع القمع والظلم والاستبداد التي تولِّد في داخل الإنسان ارتداداتٍ سلبيةً تدفعه إلى اتخاذ مواقف متوترة وغير متوازنة أحيانًا، ونظراً لما يشكله الدين من قوة روحية وأخلاقية سامية لديه ولدى الناس ، يتخذها الذي استحضرت لديه الشروط اللازمة وسيلةً للتعبير وملاذًا معنويًّا للتماسك النفسي وطريقة احتجاج فعالة على واقع مأزوم، لما للدين من مكانة وقيمة ، وبختمها يمكن تسويق ما لا يمكن تسويقه.

ولذلك يقول عالم الاجتماع الفرنسي أوليفي روا [أن ما نعايش ليس تطرف الإسلام وإنما أسلمة التطرف، فالذين يستعملون الإسلام غطاء لتبرير تطرفهم كان بوسعهم، لو جاءوا في ظروف تاريخية أخرى، أن يدخلوا أحزاب أقصى اليسار أو اليمين أو منظمة إجرامية] .

وتأكيداً لهذا من لا يعرف اليوم أن داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) صنيعة بقايا النظام العراقي السابق وقد كان نظاما قومويا تدعي العلمانية، وأنها في جزء آخر صنيعة النظام السوري الحالي وهو أيضا نظام صنو ما سبق في العراق ، البعث الذي من أدبياتهم المشهورة التي تدلك دلالة صارخة ان لا ارتباط لهم بالدين حين كان يقول شاعرهم شفيق الكمالي نسبة الى مدينة ابو كمال السورية :

آمنتُ بالبعثِ ربّاً لا شريكَ له … وبالعروبة ديناً ماله ثاني

وهو القائل في صدام حسين : لولاك ما نزل المطر ….. لولاك ما نبت الشجر …. لولاك – يا صدام – ما خُلق البشر

هذه العقيدة اليوم وبعد توفر الشروط اللازمة للتطرف والإرهاب الشروط الثقافية والسياسية والاجتماعية دعتهم الى استغلال الدين لما لها من قيمة ومكانة ، أي انها قامت بعملية قرصنة وتحويل وجهة للإسلام ليصبح الغطاء الأيديولوجي لمجموعات تؤمن بالتغيير بالعنف.

ولذلك دعونا اليوم من حديث التبارز والتنافس في اظهار قيم الاخوة والمحبة والتسامح عند كل طرف ، ولنوحد الجهود في كيفية سحب البساط من تحت اقدام من يستخدم الدين ، ولنفكر سويا كيف يمكن أن نصون الدين من مثل هذه المحاولات مستقبلاً ، خصوصاً وأن ظاهرة التطرف والإرهاب ما يميزها اليوم هو انها لم تقتصر على الاوضاع الاقتصادية والسياسية فقط وإنما اضافة عنصراً خطيراً وهو عنصر استثمار النص الديني وتأويله لكي ينسجم مع خلفياته المفاهيمية والتصورية والسلوكية .

كما أن هذه الظاهرة لم تقتصر على ساحات المواجهة وساحات الحرب العملية وإنما اتخذت لها مواقع وساحات جديدة وفي مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر والألعاب التشاركية ، إضافة الى أن ظاهرة الإرهاب والتطرف لم تعد تنحصر في موقع جغرافي معين تتحرك كمجموعات وإنما صار لها اقاليم وولاة وخلفاء ، هذه الظاهرة فيما آلت اليه تستدعي إن لم يكن قد تأخر الوقت تضافر معظم الجهود من العلماء وحكام وخبراء وسياسيين وإعلاميين ورجال اعمال للحد من هذه الظاهرة ، وباعتباري مسلم وطالب علم وعلى صلة بهذه الظاهرة اقدم بهذه المناسبة مجموعة من القواعد أراها مناسبة على الاقل في أن تضيء بعض الجوانب المتعلقة بكيفية التعامل مع هذا الداء .

القاعدة الأولى : أن الحكمة والمنطق يقولان استدعاء جميع اسباب الظاهرة اولى من اهمالها هذه الظاهرة تقتضي منا ان نستجمع وان نتوافق على كل الاسباب الكامنة ورائه وخلفه ، ومع الاسف ان الخطاب العربي الاسلامي الرسمي وغير الرسمي حتى في هذه النقطة يبدي اختلافا يستفيد منه مناطق التطرف ، فالخطاب الرسمي الذي يمثله بعض الحكومات العربية والإسلامي تركز على قضية التشدد الديني فيعتبر ان التشدد الديني هو الفرخ الاوحد والأقوى لظاهرة الارهاب ، والخطاب العلماني وانا عندما اصنف هذه الخطابات لا اصدر حولها حكما وإنما هي للتوصيف فقط وإلا فأنا شخصيا احتفظ لنفسي بموقف قرآني بحرمة التصنيف بأنه لا يجوز لنا أن نصنف الناس ، لكن من أجل الدراسة نقول : الخطاب العلماني يقول إن الأزمة التي تفرخ التطرف والغلو والإرهاب ازمة في النص الديني ، والخطاب الإسلامي يقول إن الاستبداد وغياب العدالة وتغيب تطبيق الشريعة الإسلامية هي اسباب التطرف ، صحيح أن كل واحد من هذه الاتجاهات رصد جانبا من الازمة لكن إذا أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع أجيالنا القادمة علينا أن تكون لنا القدرة والجرأة والحكمة على أن نستجمع كل هذه الأسباب ونتوافق على أنها كلها أسباب حقيقة لتفريخ ظاهرة الارهاب بنسب متفاوتة هذه هي القاعدة الاولى إن لم يقع حولها التوافق فسيظل الاختلاف الذي يستغله دعاة التطرف والإرهاب .

القاعدة الثانية : وهي أن معالجة ظاهرة الارهاب والتطرف لا تتم إلا بمراجعة منهجية للثقافة الدينية ، ثقافتنا الدينية مع الاسف كما كل الاديان والأفكار كما سبق وأشرت تحمل افكاراً لربما من دون وعي منها تكون حاضنة للتطرف الارهاب ، كفكرة الفرقة الناجية وفكرة الولاء والبراء ، وفكرة البديل الاسلامي ، وفكرة حتمية الحل الاسلامي ، وفكرة حتمية تطبيق الشريعة الاسلامية ، هذه الافكار على ما يبدوا فيها من نعومة لكنها في الوقت نفسه مسننة .

وسواس الفرقة الناجية في النفس أو الجماعة يؤدي بالضرورة إلى إلغاء الحوار والاختلاف والاجتهاد ، لأن الأمر في منطق المتعصبين منتهٍ، وله أجوبته الحاسمة والجاهزة ، هذه هي الثقافة السائدة الان في المدارس والمعاهد عن قضية الفرقة الناجية كل واحد يحاول ان يحدد ما هي هذه الفرقة الناجية ولكن لا احد يرفع يده ليدعو أن يجعل الله الامة والبشرية والإنسانية كلها من الفرقة الناجية ، فلابد من انجاز بعض المراجعات .

القاعدة الثالثة : وهي من ضمن مراجعة ثقافتنا الدينية ، نشر ثقافة التفريق بين النص الإلـٰهي وتفسيرات وأقوال العلماء لها ، وكما في اللغة الجر بجر الجوار ، جرى تنسر هذه الثقافة بين الناس ليكتسب ما كتبه العلماء من التفسير والشرح والهامش والتعليق قدسية بجواره للنص المقدس، حيث اعتبر أن هذه الاقوال ديناً لايجوز الخروج عليهم، ، ولذلك قيل في المتون العقدية :

فَكُلُّ خَيْرٍ فِي اتِّبَاعِ مَنْ سَلَف وَكُلُّ شَرٍ في ابْتـدَاعِ مِـنْ خَلَـفْ

وكان من أخطر تداعيات هذا الفكر ظهور ظاهرة الغلوّ في التعصّب المذهبيّ والطّائفي وانتشار ثقافة التكفير والتفسيق والتبديع، وبناء المجتمع على اعتقاد أنّ طريق الخلاص واحدة لا تتعدّد، وحصر الدين في هذا المذهب أو تلك الجماعة أو ذلك الأمير، وتفرض على الناس ذلك المسلك، وتناست أنّ الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق، وأنّ رحمة الله تشمل خلقه كلّهم، فهو الرحيم الرحمن والغفور المنّان.

القاعدة الرابعة : ان ثقافتنا الاسلامية التي يراد لها اليوم ان تسهم في معالجة التظرف والارهاب هذه الثقافة يجب ان تنمية قيم الوحدة مشاعر الاخوة ان تعزز اللحمة الوطنية ورصيدنا مع الاسف ضعيف جدا لان مكونات التفكير عند العقل المسلم انه يجد نفسه ميالا الى هذه الحدية ولهذه المفارقة بين الحق والباطل بين المنحرف والمتدين بين المسلم وغيره يجد نفسه حتى النصوص عندما تفصل عن سياقاتها ولا تفهم الفهم السليم حتى هذه النصوص توظف لصالح تاكيد هذه القيم قيم المفاصلة وقيم ان الحق شي وان الباطل شيء ولا يمكن ان نتصور بينهما اية مسافة لذلك نحن نحتاج الى ثقافة الوحدة وللاسف لم نستطع ان نوظف القصص القراني ان يمكن تفيدنا في مواجهة ظاهرة التظرف والارهاب ثقافتنا الاسلامية لا شك ان تقدس التوحيد وتجعل التوحيد هو مناطق الولاء والبراء وهذا معروف في كتب العقيدة ، لكن بنظري المتواضع لماذا ياتي القران ويقص علينا قصة موسى وهارون لماذا نغلب منطق موسى عن منطق هارون .

لقد آن للعلماء والدعاة وأهل الرأي أن يضعوا الحلول الناجعة في تخليص شباب الأمة من براثين التعصب الديني بكشف عوراته وتزييف دعواه، وتقديم التصور الديني الصحيح في ما يعرض هنا وهناك من مقولات وتصرفات لم تعد خافية على متابع، والتصدي لخطر هذه الظاهرة ووأدها قبل أن يتطاير شررها .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

About Author