الارهاب خطر ودمار والإسلام لا يرتضيه
حوار مع فضيلة الدكتور محمد معشوق الخزنوي
مجلة الشعاع
أجرى الحوار الدكتور احمد كمال حسني
على هامش مؤتمر الإديان ودوره في صناعة السلام العالمي والذي يعقد في اوسلو يسرنا أن نرحب بفضيلة الشيخ الدكتور محمد معشوق الخزنوي عالم من علماء الدين الإسلامي الكردي ومدير مركز إحياء السنة للدراسات الإسلامية بمدينة القامشلي في الجمهورية العربية السورية في هذا الحوار على صفحات مجلة الشعاع فأهلا وسهلا بكم فضيلة الشيخ 0
أهلا بكم ويسعدني اللقاء بكم وفي بداية الحوار احيكم بتحية الاسلام ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )
السؤال الاول : لو تفضلتم بتعريف للإرهاب ؟
منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحتى الان لم توجد كلمة أكثر استخداما وتحليلا في مختلف وسائل الاعلام واكثر جدلا في مختلف الاحاديث والنقاشات من كلمة “الارهاب” ، وعلى الرغم من هذا الانتشار الواسع لهذه الكلمة فانه ليس هناك اتفاق حول التعريف الدقيق والمقبول من كافة الجماعات والاتجاهات المختلفة لهذا المفهوم ، مفهوم “الارهاب”.
و في اللغة العربية :
تشتق كلمة “إرهاب” من الفعل المزيد (أرهب) ؛ ويقال أرهب فلانا: أي خوَّفه وفزَّعه، وهو نفس المعنى الذي يدل عليه الفعل المضعف (رَهّبَ) . أما الفعل المجرد من نفس المادة وهو (رَهِبَ)، يَرْهبُ رَهْبَةً ورَهْبًا ورَهَبًا فيعني خاف، فيقال رَهِبَ الشيء رهبا ورهبة أي خافه . أما الفعل المزيد بالتاء وهو (تَرَهَّبَ) فيعني انقطع للعبادة في صومعته، ويشتق منه الراهب الراهبة والرهيبة والرهبانية … إلخ، وكذلك يستعمل الفعل ترهب بمعنى توعد إذا كان متعديا فيقال ترهب فلانا : أي توعده . وكذلك تستعمل اللغة العربية صيغة استفعلمن نفس المادة فتقول (استرهب) فلانا أي رَهَّبَه .(1) وفي القرآن الكريم : ” يلاحظ أن القرآن الكريم لم يستعمل مصطلح “الإرهاب” بهذه الصيغة، وإنما اقتصر على استعمال صيغ مختلفة الاشتقاق من نفس المادة اللغوية، بعضها يدل على الإرهاب والخوف والفزع، والبعض الآخر يدل على الرهبنة والتعبد،حيث وردت مشتقات المادة (رهب) سبع مرات في مواضع مختلفة في الذكر الحكيم لتدل على معنى الخوف والفزع كالتالي :
(يَرْهَبُون) : “وَفِي نُسْخَتِهَا “هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ”. [الأعراف : 154 ].
(فارْهبُون) : ” وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ” [البقرة : 4].
“إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ” [النحل : 51].
(تُرهِبُونَ): “تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ”[الأنفال:60].
(اسَتْرهَبُوهُم) : “وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ” . [الأعراف : 116].
(رَهْبَةً) : “لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللهِ” [الحشر : 13].
(رَهَبًا) : ” وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ” [الأنبياء : 90].
بينما وردت مشتقات نفس المادة (رهب) خمس مرات في مواضع مختلفة لتدل على الرهبنة والتعبد كالتالي :
ورد لفظ (الرهبان) في سورة [التوبة : 34]، كما ورد لفظ (رهبانا) في [المائدة82]، ولفظ (رهبانهم) في [التوبة : 31] وأخيرا (رهبانية) في [الحديد :27].
بينما لم ترد مشتقات مادة (رهب) كثيرا في الحديث النبوي ولعل أشهر ما ورد هو لفظ (رهبة) في حديث الدعاء : “رغبة ورهبة إليك” . ويلاحظ أيضا أن القرآن والحديث قد اشتملا على بعض الكلمات التي تتضمن الإرهاب والعنف، بمعنى استخدام القوة أو التهديد لتحقيق أهداف معينة، ومن هذه المفاهيم : العقاب والقتل والبغي والعدوان والجهاد… إلخ. (2) ودوليا يعرف الارهاب يعرّف الإرهاب الدولي بأنه نوع من العنف غير المبرر وغير المشروع بالمقياسين الأخلاقي والقانوني الذي يتخطى الحدود السياسية، ويختلف الإرهاب عن ممارسة
العنف السياسي الداخلي التي قد تنتهجها بعض القوى الثائرة أو الحركات المتمردة داخل الدولة الواحدة للنيل من السلطة القائمة.
والإرهاب الدولي عادة ما يصطبغ بالصبغة السياسية كما أن الجماعات التي تمارسه هي في الغالب جماعات غير حكومية،وربما مارسته الحكومات بل ربما دعمت الحكومات دولا تمارس الإرهاب مثل ما مارسه دكتاتور العراق المخلوع صدام حسين في حق الاكراد في حلبجة وغيرها وما فعلته وتفعله اسرائيل بحق الشعب الفلسطين ، ولم يمثل ذلك حائلا بينها وبين الحصول على التشجيع المادي والمعنوي من بعض الدول والحكومات.
وبعيدا عن الأسباب التي تساعد على انتشار الإرهاب الدولي فقد طرأت في الحقبة الأخيرة مستجدات عديدة زادت كثيرا من أخطاره ومضاعفاته الدولية، منها على سبيل المثال: ضلوع العديد من الدول والحكومات وتواطؤها مع منظمات الإرهاب الدولي، والتكاثر السرطاني لخلايا وشبكات الإرهاب الدولي، وقد وصل البعض بعددها إلى ثلاثمائة وثمانين منظمة منتشرة في أكثر من ستين دولة، وكان للتقدم التكنولوجي الكبير الذي استفادت منه هذه المنظمات في نطاق الاتصالات وجمع المعلومات والتزود بمعدات فنية متطورة دور كبير في انتشار هذه المنظمات.
فالخلاصة هي : يوجد شبه اتفاق على الاقل بان الارهاب في اللغة يعني التخويف وفي المعنى الدولي هو ارهاب جماعات بريئة سواء بالقتل او غيره بهدف تحقيق هدف سياسي
السؤال الثاني : لماذا هذه الاجواء الارهابية ؟
– ان الله سبحانه وتعالى قد اعطانا في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه الأمين فهما يجب ان نقف عنده حقا , ألا وهو ان الامن على الدماء والاموال والاعراض والاوطان مطلب اساسي من مطالب الحياة البشرية وهذا الامن لا يتحقق الا عندما توجد الرقابة الذاتية في قلب الانسان ولا توجد هذه الرقابة الا عندما يكون الانسان مؤمنا ولا يكون مؤمنا حقيقيا الا اذا كان خائفا من الله وفي الوقت نفسه مؤمن ايمانا كاملا بالعقوبات التي تترتب على انتهاكه هذه الحرمة الالهية العظيمة, وهي حرمة امن الانسان, ولا يتحقق هذا ايضا الا بوجود ضمير حي يحس بآمال وآلام الامة ويستشعر أن الحياة يجب ان تكون عامرة بالامن والاستقرار لذلك امر الله تعالى المجتمع بان يكونوا كلهم قلبا واحدا ويدا واحدة وما دام المجتمع بهذه الصورة فانه لا يفكر في الاساءة لاحد حتى ولو كان هذا الغير على غير الامة الاسلامية طالما كان بينه والامة الاسلامية عهد وميثاق.. والذي وقع في كثير من البلدان الاسلامية والعالمية وراح ضحيته نفوس بريئة وكذلك جرح اشخاص مظلومون هذا العمل لا يخدم الامة الاسلامية ولا يقيم وزنا لهذه الامة.. وهي امة معنية بتحقيق الامن والطمأنينة والبعد عن مثيرات الفتن سواء كان في الدماء او الاموال اوالاعراض او غيرها.
ولذلك أقول : إن من يمارسون الارهاب هم اناس قد ينتسبون إلى الاسلام شكلا وليس حقيقة ولا ادري من اين ينتسبون إلى الاسلام هل إسلامهم مشتق من الاستسلام لله ام من الاستسلام لأهواء النفس واغراض الاعداء الذين يريدون اثارة الفتن والقلاقل والخوف والرعب في العالم عموما وفي بلاد المسلمين خصوصا اعتقد ان ما جرى خلال السنوات الماضية ويجري الآن باسم الإسلام امر نشاز بالنسبة لامتنا الاسلامية و يجب ان يتخذ كل اجراء لوقف المجرمين عند حدودهم .
وان يعرف المجتمع الاسلامي ان هذا الامر الذي يحصل ليس فقط المقصود به بلد معين وانما يقصد به الاساءة للاسلام والامة الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها والاسلام برئ من الارهاب والارهابيين.
السؤال الثالث من أين.. وكيف ولدت هذه الافكار؟:
ـ هذه الافكار يظهر لي والله اعلم انها لم تولد صدفة وانما ولدت في اجواء اخطرها الثقافة الفاسدة.. وينشأ ايضا عن الغفلة في المجتمع.. فالامة الآن اصبحت لاتتعارف فيما بينها.. حتى الجيران لايعرفون بعضهم البعض.. ولو كنا نعرف جيراننا لعرفنا خلقهم شرهم وطيبهم. ونصلحه بالنصح.. كما تنشأ من اللبنات الفاسدة بيوت لاتعمر بذكر الله ولا بمحبة الخير.. فكيف ينشأ منها الرجل الصالح.. ثم الفراغ الكبير الذي يوجد عند بعض الناس.. فهو وراء مثل هذه الافعال الارهابية.. ولعل هذا يتولد بسبب قلة الوعي والادراك إضافة إلى الظلم والضغط الذي تمارسه الأنظمة الدكتاتورية داخليا أو الأنظمة الإستعمارية خارجياو يوءدي كل ذلك يوءدي إلى الإنفجار أنا لا ابرر الإرهاب ولا يمكن أن أتفهم دواعيه ولكن من الإنصاف أن نذكر من يشاركهم المسؤلية .
السؤال الرابع هل تعتقد ان جماعات التكفير لها دور في ما يحدث ؟:
ـ شيء مؤكد.. وهو ليس بجديد فالخوارج عقب مقتل سيدنا علي (كرم الله وجهه) حدثت قلاقل وسفكت دماء بغير حق.. انهم يعتقدون ان الذي يموت على كبيرة انه من اهل النار ومثل هذا يجوزون قتله.. وهؤلاء الجماعة لهم خطورة بالغة على المجتمعات كافة.. والله يقول (قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا) صدق الله العظيم.
ولاشك ان هذه الجماعة ضالة وعندما ينادون بتكفير هذا او ذاك فانما يحدث شرخ في جسد الامة.والواجب مكافحته وقديما حينما قام الخوارج “اول تنظيم ارهابي” بالخروج على الامام علي كرم الله وجهه، الحاكم الراشدي العادل، بحجة انه حكمّ الرجال، ولا حكم إلا لله، ويجب عليه ان يتوب من هذا الذنب او يُقاتَل، وانطلقوا منها الى تكفير المجتمع، واعتبروا كل من خالف رأيهم او سكت وقعد عن الخروج معهم كافراً، وأباحوا تبعا لذلك دماء المسلمين. ومع انهم كانوا اشد الناس تدينا واكثرهم اخلاصا لعقيدتهم وحبا في الفداء والشهادة، وقال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم (يخرج في هذه الامة قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرأون القرآن لا يجاوز حلوقهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية )..إلا ان الامام والصحابة رضوان الله عليهم، لم يترددوا في الوقوف ضدهم وتعرية طروحاتهم، ولم يقوموا بتبرير طروحاتهم بمبررات زائفة ومسوغات مضللة، كما يحصل الآن لطروحات الخوارج الجدد، بل قاموا يدا واحدة وحاربوهم وهزموهم شر هزيمة في النهروان (37هـ). هكذا كانت الامة عندما كانت تسير صُعُدا في المسار الحضاري لتقود البشرية.
ولكننا اليوم نجد خوارج عصرنا الجدد، اسعد حظا، اذ يجدون فضائيات تتبنى طروحاتهم، ترددها بلا كلل صباح مساء، تجعلهم نجوما جماهيرية، وتستضيف محللين يبررون ويسوغون افكارهم،
السؤال الخامس : أنت ترى أسبابا لهذا العنف قادت الإرهابيين الى هذه الخطيئة. ما هي ؟ هل هي الفقر ام القهر السياسي ام الجهل؟
هذه تصلح أن تكون محرضات وليست أسبابا لأن الفقر قد يكون سببا جزئيا في حالات استثنائية الا ان الملاحظ ان بعض الاشخاص المنخرطين في العمل الارهابي وكثيرا من قادته جاءوا من شعوب تعيش في بحبوحة من العيش، اما القهر السياسي فقد يكون صحيحا في بعض المجتمعات العربية،الا ان هناك هامشا من الحرية يضيق او يتسع في بعض الدول العربية، كما ان هناك بلدانا في العالم الاسلامي لا يتمتع اهلها بأي مساحة من الحرية والمشاركة، ورغم ذلك لم تلجأ هذه الشعوب او بعضها الى ما لجأ اليه منفذو تفجيرات 11/9، اضافة الى ان هذه التنظيمات ومن خلال كتاباتهم واعلاناتهم ليست لديهم اية اشارات تجاه الحرية ولا تشكل الحرية مطلبا من مطالبهم الحيوية، اما الجهل فإن النظرة المتأنية تثبت أن الفاعلين يعرفون الكثير والكثير من التقنيات الحديثة المعقدة، درسا وممارسة ناهيك عن القدرة على التنظيم والتخفي .
السؤال السادس اذا لم تصلح المبررات السابقة تفسيرا للظاهرة الارهابية فما هي الاسباب والمبررات؟:
في تصوري ان النفس الانسانية وبخاصة المسلمة السوية، تنفر من الارهاب ولكن الافكار الارهابية تجد بيئتها الخصبة والمواتية عندما تسود المجتمعات ثقافة متعصبة يتجرعها الناس تجرعا، فتكثر حالات تكفير المخالفين ـ دينيا ـ وتخوين المعارضين ـ سياسيا ـ وتحريض الجماهير اعلاميا. وتتلقفها نفوس قلقة قاست ويلات وسيئات تربية وتنشئة غير سوية، وتغرس غرسا في عقول عانت من تعليم مغلق لا مجال فيه لتعدد في الآراء والاتجاهات. لننظر في مناهج تعليمنا ولنقوّم اساليب تنشئتنا ولنراجع نوعية تثقيفنا وأداء اعلامنا، تلك هي البدايات الصحيحة لمكافحة ثقافة الارهاب.
السؤال السابع : كيف تصف هؤلاء؟
– لا اصفهم بغير انهم ضائعون.. وانهم يريدون تغطية عيوب انفسهم بالاساءة للاخرين والا فالانسان ذو الرجولة والاقدام والآمال البعيدة في الخير لا يفكر في ان يكون نموذجا ارهابيا او نشاذا في المجتمع بل يفكر كيف يكون عضوا فاعلا وصالحا في مجتمعه فهؤلاء قد فقدوا الضمائر الحية والعقول المستنيرة ونظروا لانفسهم بان ينهوا هذه الحياة و يدخلوا التاريخ ولكن من باب الشر وليس من باب الخير.. هم دخلوا التاريخ كما دخله فرعون ودخل التاريخ قارون والنمرود وغيرهما من الطواغيت ..
السؤال السابع : ما هو موقف الإسلام من قتل النفس البريئة ؟
لاشك أن حرمة الأنفس فى الإسلام لها مكانة كبيرة جدا في نصوص القرآن والسنة تنذر بخطورة قتل النفس البريئة, فالله سبحانه وتعالى يقول ولاتقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ؛إن من ورطات الأمور التى لامخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حل«.
والإسلام يدافع عن كل الانفس ويحميها حتى انفس الحيوانات, فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول: ؛دخلت إمرأة النار فى هرة حبستها لاهى اطعمتها ولاهى تركتها تأكل من خشاش الارض«.
فبلغ الاسلام بعنايته بالانفس انه دافع عن انفس المسلمين وغير المسلمين مالم يعتدوا على المسلمين فالمعاهدون أيضا يجب احترامهم.
والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: ؛من ظلم معاهدا اوانتقصه او كلفه فوق طاقته او اخذ منه شيئا بغير طيب نفسه فانا حجيجه يوم القيامة« وهذه هى عدالة الاسلام التي هى دفاعه وسلمه مع كل من لايحاربه وحمايته للنفوس البريئة ولاسيما نفوس المؤمنين.
قال تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما فقتل الأنفس والاستهانة بها من اخطر مايكون وهو ما يدل على قلة الدين وعدم العلم باحكام الشريعة, فعلى المسلم ان يتحرج كثيرا من كل مامن شأنه ان يجر الى قتل الانفس البريئة التى لاتستحق القتل شرعا
السؤال الثامن : هل يعتبر هذا النوع من الاحداث ضربا من الفساد فى الارض؟
مثل هذا النوع فى الحقيقة من باب السعى فى الأرض فسادا لأن هذا يجر المسلمين الى كثير من الاضرار ويضر كل العالم .
ومثل هذا التصرف غير مقبول شرعا لما يترتب عليه من اضرار وخرق للعهود والمواثيق التى تحكم العالم وتسيره ويتفق عليها العالم, والاضرار التى يتعرض لها المسلمون غير معدودة.
فهذا التصرف عشوائى بما تحمل الكلمة من معنى, فالاسلام لايقبل التصرفات العشوائية واضرارها تعود على البشرية جمعاء.
ومن كان له معرفة بالاسلام يعرف ان الاسلام برىء منها, فالاسلام لايقبل الظلم من الافراد ولايقبل الظلم من الجماعات وكما يرفض ظلم الدول يرفض ظلم الافراد, لأن الاسلام دين عدل ودين حكمة ودين الموعظة الحسنة.
السؤال التاسع : ما هي الاثار التي عادت على الامة جراء هذه الافكار والاعمال وما قول الاسلام فيه ؟
ان التفجيرات والاغتيالات تزهق ارواح الابرياء ومنهم اطفال وشيوخ ونساء وتقتل انفسا معصومة الدم بالاسلام والله عز وجل يقول ناهيا عن ذلك ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )وقال ( من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنع من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم بغير حق )
ثانيا : إن هذه التفجيرات تهدم البيوت وتفسد المصالح والمنشأت العامة وتهلك اموال المسلمين وهذا مما اجمع على تحريمه فالمسلم معصوم المال والدم والعرض قال عليه الصلاة والسلام في خطبة حجة الوداع ( ان دماءكم واموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا )
ثالثا : إن التفجيرات والاغتيالات تقتل عدد من المسأمنين والمعاهدين سواء كانوا سائحين او خبراء علوم او عمالا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم ) وفي الحديث الصحيح الذي اخرجه البخاري قال عليه الصلاة والسلام لبنت ابي طالب ( ام هانئ :قد أجرنا من أجرتي وأمنا من أمنت ) وفي الحديث ايضا ( من أمن رجلا على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل وان كان المقتول كافرا)
السؤال العاشر: ما دور الحكام في كبح جماح الارهاب؟:
ـ اعتقد ان ولاة الامر عندهم من العقلية الناضجة والدراسات الواعية ودراسة الماضي ومقارنة بالحاضر ما يجعلهم يقفون على طبيعة الاحداث.. عبر عدة طرق كمعرفة من هم عادة الذين يقدمون على هذه الامور وكيف يكون التعامل مع مثل هؤلاء.. وستكون هناك معالجة حكيمة ان شاء الله. ويقول الله تعالى (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض) صدق الله العظيم..
السؤال الحادي عشر ما دور العلماء والمشايخ في تبصير الشباب بمخاطر هذا الطريق؟:
ـ الشباب هم طاقة هذه الامة هم يحتاجون لمن يحتضنهم وينظر لمطالبهم الموضوعية.. صحيح ان هناك شبابا لهم انحرافات ولكن دورنا كعلماء ان ندرس طبيعة هؤلاء الشباب. وان نناقش الشباب بهدوء بعد ان ادرس طبيعة ثقافته وطريقته لكي اقدم نصحي لكل واحد منهم بحسب فهمه.. والتعرف على مدى اهتمامهم بالعلماء انفسهم.. وقد جاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم شاب قال يا رسول الله ائذن لي في الزنا!! فقال الرسول صلى الله عليه وسلم اتحب الزنا لامك.. فقال لا.. قال اتحبه لابنتك اولاختك او خالتك او عمتك.. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فكذلك الناس.. فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ادعو الله لي.. فقال اللهم
طهر قلبه واحصن فرجه واغفر ذنبه.. فما فكر بعد ذلك في هذا العمل.. واذا لجأ الشباب للعلماء فلن تكون هناك مشكلة وعموما العنف مع الشباب يولد المزيد من العنف..فالدين ليس بالعواطف.. واذا كان هذا هو الحال فستجد اليوم مسلمة وفي الغد كافرة.
في نهاية هذا اللقاء نكرر ترحيبنا بكم في اوسلو ونتمنى لكم اقامة طيبة .
مجلة الشعاع
أوسلو 8 / 2 / 2005
المقالات المشابهة
المخدرات المعنوية في مجال التصوف – الجزء الثاني
ليلة النصف من شعبان هي ليلة الاستقلال والتحرر
رحلة الإسراء في آية الإسراء – الدكتور معشوق الخزنوي